رغم امتلاك بلادنا الحبيبة للعديد من المقومات الطبيعية التي حباها الله -عز وجل- بها شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، والتي تُؤهلها لأن تصبح وجهة سياحية بامتياز، إلا أن واقع السياحة الداخلية في ظل غلاء الأسعار وتدني مستوى بعض الخدمات قد يدفعان المواطن والمُقيم إلى البحث عن وجهات سياحية بديلة ناهيك عن عزوف السياح القادمين من دول الجوار عن القدوم إلى بلادنا؛ نظرًا لأن المدن السعودية ذات الطابع السياحي، باتت في كل موسم صيفي، تشهد لهيبًا في الأسعار، يُعكر مزاج مرتاديها، ويستنزف جيوبهم؛ نظرًا لسعي المعظم -إن لم يكن- كل أصحاب المشاريع والخدمات السياحية إلى فرض أسعار مرتفعة جدًا تتخطى القدرة الشرائية في باقي دول العالم السياحية ولا تشجع على استقطاب سياح المدن الداخلية، الذين ربما غيَّر معظمهم وجهته نحو الخارج، بسبب الجشع والاستغلال، اللذين صارا سمة لمعظم المشاريع المرتبطة بمناطق السياحة الموسمية بالمملكة بما فيها المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم، بل حتى دكاكين المواد الغذائية، التي لجأ عدد منها إلى رفع أسعار بعض المواد الاستهلاكية بشكل جاوز السقف الذي حددته اللجان الحكومية المختصة.
ومن هذا المنطلق فإن إشكالية ارتفاع أسعار خدمات السياحة الداخلية أصبحت ظاهرة تطفو إلى الواجهة مع حلول موسم كل صيف؛ وذلك من شأنه ضرب السياحة الداخلية نفسها والتي تحظى بدعم كبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- فالسياحة في المملكة تُعد قطاعًا مهمًا، يُشكل مصدر دخل آخر للمملكة، ورافدًا مهمًا يسهم في زيادة الإنتاج المحلي، ويدعم الاقتصاد الوطني نظرًا لتميز موقعها الجغرافي، ووجود الحرمين الشريفين بها وكذلك البحار والجزر، والجبال والوديان، والمناخ الرائع، والآثار التاريخية التي تمتد إلى مئات السنين.
لذل فإننا يجب أن نُدرك جميعًا بأن تنمية السياحة، وتطويرها في المملكة أصبحت ضمن مبادرات، وبرامج رؤية السعودية 2030م لما تُمثله من فوائد اقتصادية، واجتماعية للبلاد، وعليه فإنه يجب على الجهات ذات العلاقة متابعة جميع الفنادق، والشقق الفندقية وحثهم على الالتزام بالأسعار المناسبة للمواطنين، وإيجاد الحلول الناجعة لمعوقات، ومشاكل السياحة الداخلية، لكي يقـتنع المواطن بالسياحة المحلية، ويجد ما يناسبه من العروض السياحية التي تُلبي احتياجاته، وتتناسب مع دخله؛ خاصة وأنه في كل عام تتجدد مُعاناة السائحين والزوَّار من غلاء الأسعار، والتي لا تقـتصر على منطقة بعينها وإنما في جميع مناطق المملكة العربية السعودية كما يجب عليهم كبح جماح الطامعين وتكثيف الجولات الرقابية على الشقق المخدومة والفنادق؛ لتلافي جشع بعض مُلاك تلك الشقق والفنادق في المواسم السياحية المختلفة. كما أن سياحتنا الداخلية تحتاج إلى العديد من المبادرات من رجال الأعمال والمستـثمرين في القطاع السياحي من أجل، تصميم برامج سياحية داخلية حديثة عبر وكالات السفر المحلي، وبأسعار منافسة، تُلبي احتياجات المواطنين، وتتناسب مع دخلهم، وقيمهم الدينية وعاداتهم وثقافاتهم العريقة.
وخزة قلم
المُواطن البسيط، له الحق هو الآخر في الاستمتاع بمباهج العُطلة الصيفية، وفق حدود قدراته المادية.