تُعدّ الجامعات منابر علم ومحاضن إبداع تقود المجتمع نحو التنمية في الجوانب كافة، وبالذات الأدوار التي تقوم بها في التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع؛ حيث تتمثَّل رسالة الجامعة في تنمية الموارد البشرية، وتحقيق تطلعات المجتمع التي ترتكز على أهدافه وتنميته في الجوانب كافة.
إنَّ التأكيد على تلك الأدوار في ظلّ التغيّرات الاقتصادية والثقافية والانفتاح الحضاري على المجتمعات، يتطلّب إعادة النظر في تطوير تلك الأدوار، بما يحقِّق خدمة المجتمع وتشجيع البحث العلمي وتهيئة أبنائه نحو المهارات التي يتطلّبها القرن الحادي والعشرون، وكذلك سوق العمل من خلال تطوير أعضاء هيئة التدريس، ورسم الخطط الإستراتيجية واستشراف المستقبل، لتحقيق ذلك التحوّل واستشعار المسؤولية نحو المجتمع وخدمة أبنائه من الطلاب والطالبات في سبيل تسليح ذلك الجيل بالعديد من المهارات والقيم الأصيلة، التي تجعلهم يساهمون في خدمة مجتمعهم في الجوانب والمجالات كافة التي يتقنونها.
إن للجامعات دورًا مهمًّا ورئيسًا في تهيئة الطلاب والطالبات لسوق العمل، بالإضافة إلى الأدوار الأخرى التي لا تقلّ عنها؛ سواء في التدريس الذي يبني مهارات الطالب الجامعي، ويجعله قادرًا على المنافسة في سوق العمل والإبداع فيه، وكذلك خلق فرص تنافسيّة تعزز من قدرتهم وتأهيلهم لسوق العمل.
ويمكن إجمال دور الجامعات في تهيئة الخريجين لسوق العمل من خلال:
1. استشراف المستقبل من خلال تحديد أبرز توجهات سوق العمل ومتطلّباته خلال العقود القادمة.
2. إجراء المزيد من الأبحاث التي توجَّه نحو متطلّبات سوق العمل والمهارات التي ينبغي أن يتقنها الخريجون.
3. تحقيق الجودة في البرامج الأكاديمية، والتي جزء من أهدافها قياس مدى ملاءمة الخريج لسوق العمل، وكذلك مدى تحقيق البرنامج لأهدافه المعدة سلفًا وفق معايير وشواهد واضحة تقيس جودة البرنامج.
4. تطوير أعضاء هيئة التدريس والتحوّل من التعلّم التلقيني القائم على المحاضرة إلى إستراتيجيات التدريس التفاعلية، والتي تنقل التعلّم للطالب ليكون محور العملية التعليمية.
5. تحديد مهارات سوق العمل وتضمينها في المقررات الجامعية.
6. إجراء دراسات تتبُّعيّة للخريجين، ومدى توافقهم في سوق العمل، وأبرز الصعوبات التي تواجههم.
7. التواصل مع أرباب سوق العمل من خلال الفرق البحثيّة، والاستماع لمطالبهم من عدد الخريجين، ودراستها والعمل على تحقيقها.
ومن هذا المنطلق يمكن التأكيد على إعداد الخريجين لسوق العمل من خلال المبادرات التي تدفع بها الجامعات نحو تأهيلهم وتمكينهم لاكتساب تلك المهارات، مثل: مهارات التواصل الاجتماعي والعمل الجماعي ومهارات القيادة والشّعور بالمسؤولية تجاه نفسه والغير، والتخطيط وإدارة الوقت ومهارات العمل ضمن الفريق.
0