المقالات

الخالدون المئة!!

من أجمل ما قرأت كتاب (الخالدون المئة) صدر عام 1978م، لمؤلفه الفيزيائي والكاتب اليهودي الأمريكي (مايكل هارت)، قرأته غير مرة، اختار فيه المؤلف أكثر الشخصيات المؤثرة في تاريخ البشرية، وكان على رأس قائمة المئة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. تم اختيار الشخصيات في الكتاب على ضوء معايير منها؛ أن تكون الشخصية حقيقية، ويجب أن تكون الشخصية المختارة لها تأثير عميق وبعيد المدى في الزمان والمكان، وأخيرًا أن لا تكون على قيد الحياة.
أدرج المؤلف في المقدمة النقاش الذي قد دار بين الفيلسوف الفرنسي (فرانسوا فولتير) الذي وضع عدة معايير لاختيار الشخصية الأكثر تأثيرًا وبين مجموعة من العلماء والأدباء والمفكرين، والذي انتهوا فيه إلى أن السير (إسحاق نيوتن) البريطاني الفذ عالم القرن ومكتشف الجاذبية هو أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم لما قدمه من إنجازات خطت بالبشرية خطوات إلى الأمام. وعلى ذلك الاختيار قال (فرانسوا فولتير): “إن الذي يتحكم في عقولنا من خلال ما يقدمه من إنجازات غير مسبوقة للبشرية وليس الذي يستعبد عقولنا من خلال العنف والإكراه، هو ذلك الشخص الذي ندين له جميعًا بما قدم وأنجز”.
غير أن (مايكل هارت) ذكر الأسباب التي جعلته أن يضع اسم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في مقدمة الشخصيات المئة الأكثر تأثيرًا التي اختارها، في الوقت الذي وضع المسيح عيسى بن مريم -عليهما السلام- في المرتبة الثالثة بعد السير إسحاق نيوتن الذي احتل المرتبة الثانية في الترتيب، ونبي الله موسى -عليه السلام- في المرتبة 16 بين المئة. برر الكاتب ذلك بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم على من وجهة نظره له تأثير كبير جدًا في تقديم وتشكيل الدين الإسلامي، وأن محمدًا عليه الصلاة والسلام نجح نجاحًا باهرًا كنبي ورسول في تأسيس دولة الإسلام.
ومن بين القائمة العالم (ألبرت أينشتاين) الفيزيائي مخترع النظرية النسبية الذي جاء في المرتبة (10)، والذي وصفه مخترع القنبلة النووية الذي لُقب (بطباخ السم النووي) العالم الفيزيائي الأمريكي (روبرت أوبنهايمر) على أنه ” قديس حي للفيزياء”، وجاء في المرتبة (28) (مايكل فأراداي) العالم البريطاني الفذ أول من جعل الكهرباء شيئًا للاستخدام التكنولوجي، والذي تم تصنيفه على أنه من أعظم العلماء في التاريخ.
أما العالم الأمريكي الفذ (توماس إديسون) الذي أضاء الدنيا بكهربائه، يعد أبرز مخترعي القرن العشرين والذي قدم للبشرية اختراعات أسهمت بصنع الحياة الحالية على كوكب الأرض جاء في المرتبة (38)، والمرتبة الأخيرة من بين المئة كانت من نصيب العالم الدنماركي (نليز بور) مؤسس بناء الذرة وصاحب الدعوة الهادفة للاستخدام السلمي للطاقة النووية، وصاحب الرسالة التي وجهت عام 1950 للأمم المتحدة، والتي وضح فيها تخليه المستقبلي عن انطواء الدول وعُزلتها في مجالات التبادل الثقافي والعلمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى