المقالات

شخطة قلم

إن الاستنزاف غير المباشر لميزانيات دول الخليج تحت شعارات إنسانية وعاطفية مدعاة للقلق بناءً على معطيات واقعية وإنما لتلبية مطالب غير حميدة، بينما تبذل دول الخليج جهودًا جبارة لتقديم المساعدة الإنسانية للدول المتضررة، فقد تم استغلال بعض هذه الجهود ضد مصالحها الخليجية، على سبيل المثال عندما قدمت دول الخليج مساعدات إنسانية لمنظمة تابعة للأمم المتحدة، كان من المثير للصدمة اكتشاف أن هذه المساعدات استُخدمت للترويج لأجندات سياسية تصب في صالح الأعداء أو ضد المصالح الخليجية، وهذا يسلط الضوء على أهمية تنظيم وتنظيم آليات توزيع المساعدات الإنسانية لضمان الاستخدام السليم والعادل.
يجب التأكيد على أن دول الخليج ستستمر في تقديم المنح والقروض والاستثمارات والمساعدات، ولكن حسب أولوياتها ومصالحها ومعرفة أين تقر المساعدات، وهم يدركون أن مصلحتهم الوطنية تأتي أولاً ويجب عليهم استخدام مواردهم بطريقة تفيد شعوبهم وتعزز نموهم الاقتصادي، إذا كان جزء من النهج “الإنساني والدبلوماسي” لدول الخليج يتضمن وسائل إعلامها لشرح هذا الاتجاه، فإنه يعكس حاجة العالم لفهم هذا النهج الحكيم، وما يثير الاستغراب هو أن هؤلاء الشخصيات يريدون أن تعاملهم دول الخليج كأنهم جزء منها عندما يتعلق الأمر بالدعم والتعاون المشترك، ويحاولون الترويج للمزايا التي يمكن أن يحصلوا عليها من خلال هذا التعاون، يسارعون أيضًا إلى مهاجمة دول الخليج رغم أنهم ينظرون إليها على أنها شريك استراتيجي، هذا السلوك المتناقض وغير المنطقي يُثير التساؤلات حول نوعية القيادة والتفكير الاستراتيجي في بعض الجهات الحكومية، المساعدات الإنسانية التي تقدمها دول الخليج جزء لا يتجزأ من سيادتها وقراراتها السياسية، ولا يحق لأحد الاعتراض على هذا النهج الذي يظهر مرونة دول الخليج واكتفائها الذاتي في التعامل مع المساعدات الإنسانية بما يتوافق مع مصالحها الوطنية أولًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى