رغم وصفه العنصرية تجاه الأمريكيين السود بأنها “مرض الجنس البيض” في خطابه الشهير سنة 1946م أمام طلبة واحدة من أقدم جامعات السود تاريخيًا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي جامعة لينكولن في ولاية بنسلفانيا، والتي تُعتبر أول جامعة تمنح ألقابًا جامعية لأمريكيين من أصول أفريقية؛ ندد فيه على قمع الأفريقيين الأمريكيين، فقال في خطابه وقتها:” هناك فصل يجري بين الأشخاص الملونين والأشخاص البيض في الولايات المتحدة، وهذا الفصل ليس مرضًا يعاني منه الملونون، بل هو مرض يعاني منه البيض وهو الأمر الذي لا أنوي أبدًا أن ألزم الصمت حياله”.
لكن ما لم يكن يعرفه الكثيرون، هو أنه كان للأينشتاين وجه آخر مغاير تمامًا لما عهده العالم عليه؛ فقد كشف كتاب بعنوان ” مذكرات سفر (ألبرت أينشتاين): الشرق الأقصى، فلسطين، وإسبانيا، 1922-1923″، قام بتأليفه (زئيف روز نكرانز)، من معهد كاليفورنيا للتقنية، عن بعض المواقف العنصرية (لأينشتاين) تجاه الأجانب الذين قابلهم خلال رحلته التي دامت شهرًا كاملًا عام 1922م.
قام (أينشتاين) برفقة زوجته (إيلسا)، بجولة شملت كلًا من: مصر وفلسطين واليابان والصين وسيريلانكا، وقدم وصفًا لمشاهداته عن تلك الدول. في وصفه لسيريلانكا، كتب متحدثًا عن طريقة عيش السكان المحليين بأنهم يعيشون وسط “قذارة وروائح كريهة”.
كان أكثر إيجابية عند حديثه عن الشعب الياباني، على الرغم من أنه شعر بأنهم أقل شأنًا فكريًا، حول ذلك قال:” اليابانيون غير متباهين ومحترمين، وجذابين للغاية، نفوسهم نقية كما ليس في أي مكان آخر بين الناس”. وزاد أن قال: “على الواحد منا أن يحب هذا البلد ويعجب به”.
عن مصر، استخدم أينشتاين عبارة “شرقيون قذرون” لوصف مجموعة من الناس استقلت سفينة كان فيها أثناء توقفها بميناء بورسعيد بمصر، وزاد قائلًا: “الناس من كل لون، كما لو أنهم قُذفوا من الجحيم”.
وفي وصفه للصين قال: “إنهم شعب مثابر ولكنه قذر ومنفعل”. وقال أيضًا: “إن الصينيين لا يجلسون على المقاعد أثناء تناول الطعام وتجدهم يتخذون وضعية القرفصاء مثلما يفعل الأوروبيون عند قضاء حاجتهم”. وأضاف: إنهم أمة شبيهة بالقطيع، أكثر شبهًا بالآلات منهم بالبشر حتى الأطفال بلا عقل وخاملون”.
وفي سياق متصل، استشهد أينشتاين بمعلمين برتغاليين قالوا: “إن الصينيين غير مؤهلين للتفكير المنطقي ولا يملكون أية موهبة في علم الرياضيات تحديدًا”. وختم قائلًا: “سيكون من المؤسف أن يحل هؤلاء الصينيون محل جميع الأجناس الأخرى، بالنسبة لأمثالنا فإن مجرد التفكير في ذلك سيكون كئيبًا”.
ما دوَّنه أينشتاين في مذكراته يظهر تمامًا أن البشر مهما كان مستواهم العلمي لديهم جانب سطحي، أما الصين التي زارها أينشتاين، لا تشبه الصين في وقتنا الحاضر، زارها عندما كان شعبها يطغي عليه الجوع والحرب والفقر، فمن الصعب أن يحظى الشعب الصيني وقتها باحترام أحد وهو على تلك الحالة.
0