تصلني من حين إلى آخر رسائل شكر وتقدير من القراء والمتابعين، من بينها رسائل عفوية مغلّفة بالثقة وحُسن الظن في شخصي وقلمي والحقيقة أحتار في التعامل معها؛ خاصة عندما تتعلق بأطراف آخرين، وسوف أعرض عليكم نموذجًا منها لعلكم تساعدوني في تقديم المقترح المناسب لأخينا (فاقد حنان).
يقول في رسالته تابعت مقالات (مذكرات فرنسية)، وأعجبت بفكرتها وطريقة تناولك لها بعيدًا عن الروتينية المُملة، كما تابعت سيطرة الحمامة الفرنسية على الذكر الأفريقي في صندقة الحمام، ما جعله يُقدم لها الغالي والنفيس قبل عزله عنها، وهذا ما دفعني لاستشارتك في موضوع يُشكل عندي غاية الأهمية، والرابط بيننا هو الحمام وعندي يقين أن (صندقة الحمام) سوف تكون بيت خبرة مع الأعوام وتقدم الاستشارات المتنوعة ما بين الاجتماعية والسياسية، قلت ماهي إلا استشارات (سيوفشارية)، عبارة عن خليط من الاستشارات (السياسية والخنفشارية) ثم سرد رسالته قائلًا: “أنا رجل ستيني وزوجتي خمسينية، طيبة وكريمة وحنونة غير أنها تهتم برعاية الحَمَام وتجهز له الماء والطعام على نافذة الغرفة وتتابعه في الصباح والمساء أكثر مني، ويجد منها الاهتمام لدرجة تذهب بنفسها تشتري الأكل وأواني الشراب والطعام، بينما لحاف سريره المجاور لسريرها لم تغيره منذ أربعة أشهر!. فأرسل لها ذات مرة رسالة عبر الواتساب وقال: “شكرًا على اهتمامك ورعايتك بالحَمَام لكن لا تنسي العصفور الذي بالصالة”. يقول: ردت عليّ بضحكة من خلال (فيس) عبر الواتساب ثم سألتني من أي أنواع الحمام أنت؟ يقول: قلقت من سؤالها وتأنيت في الرد عليها حتى أستوعب أبعاده. ثم في اليوم الثاني نشرت عبر سنابها رسالة كانت عبارة عن حديث يقول: قال عمر: سمعت رسول الله ﷺ يقول: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًاذ، رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
ختامًا
حياة الإنسان لا تنتهي بالتقاعد من الوظيفة، ولكن تبدأ حياة جديدة خاصة به مليئة بالحرية والحيوية والتفاعلية لا يشعر بها الكسول الذي اتخذ من سريره ميدانًا لحياته اليومية، وهذا ما يصيب الزوجات بالإهمال والبرود، ولو اقتدينا بحياة الحمام في طلب الرزق وتمثلناه في حياتنا اليومية؛ لعشنا في حب وسلام.