يُطربني كثيرًا عندما أقرأ وأرى وأستمع إلى قنوات الإعلام العالمي المرئي والمسموع، وهي تتحدث بشغف كبير في الأيام الماضية عن بطولة كأس الملك سلمان لأندية العرب الأبطال 2023، وما وصلت إليه الرياضة السعودية (كرة القدم) بعد قيام كبرى الأندية فيها باستقطاب مشاهير الكرة في العالم، ومدى الاهتمام الكبير للجماهير الرياضية وللرياضيين في كل أرجاء الدنيا لمتابعة أحداث الرياضة في مملكة المجد بوجه عام والبطولة العربية خلال هذا الصيف بوجه خاص، لينشغل العالم الرياضي طيلة أيام البطولة بمتابعة وتحليل أداء الأندية السعودية ولاعبيها في ظل تواجد مشاهير الكرة بها. وكيف لا يكون هذا الاهتمام وهؤلاء المشاهير قد حازت مبارياتهم منذ قدومهم للسعودية على مئات ملايين المشاهدات من كل أقطاب الدنيا.
كما أُعجبت في هذه البطولة بالتسخير الجيد لكافة التجهيزات الممكنة للتعامل مع هذا الحدث الهام في مدن المصائف التي أقيمت مباريات البطولة فيها، (الطائف، أبها، الباحة) رغم تواضع ملاعبها لأحداث رياضية كبرى كأحداث هذه البطولة، وقد شهدنا بشغفٍ إقامة المباراة النهائية في مدينة الملك فهد الرياضية بالطائف بين عملاقي الكرة السعودية نادي النصر المتوج بهذا الكأس عن جدارة ووصيفه نادي الهلال، ولم أستغرب من امتلاء الملعب بالجمهور لهكذا حدث رياضي هام، ولم أستغرب أيضًا من انتهاء حجوزات تذاكر المقاعد في الملعب في وقت قياسي قصير للغاية من وقت طرحها في نقاط البيع، وكم تمنيت أن أحضر برفقة بعض أفراد أسرتي وأصحابي لهذا الكرنفال الرياضي، لكن حالي في هذا كحال آلاف الجماهير الرياضية التي أثناها عن الحضور علمهم المسبق بنفاد التذاكر في وقت قياسي، فاكتفيت بحصره كعشرات آلاف بمتابعة هذا الحدث الرياضي على شاشات التلفاز، وسؤال بعض من حضر عن وقائع هذا الكرنفال الرياضي.
والحقيقة التي استوقفتني هنا أنه مع تغير أبعاد مفاهيم الكرة السعودية في ظل اهتمام وحرص ولاة الأمر (وفقهم الله)على تغيير سياسات الأندية فيها بما يتمشى مع مكانة المملكة العربية السعودية العظمى، وتحقيق أهداف رؤية المملكة 20/30 المتسمة بالريادة في التقدم والتميز في كافة المجالات ومنها المجال الرياضي، إلا أن بعض اللاعبين والرياضيين هداهم الله لازالوا مصرين على التعامل مع هذا الكرنفال العالمي كحدث رياضي محلي وبالطريقة الكلاسيكية المعروفة سلبيتها في أوساط الكرة السعودية منذُ زمن، وهذا جعلني أرفع سقف الطموح والأمل لأتمنى ما يلي:
1 -أن يستشعر المسؤولون بالأندية الرياضية، وما يتبعها من نشاط إعلامي أو جماهيري مدى ما تعمل عليه وتسعى لتحقيقه الدولة -رعاها الله- ممثلة في هيئة الرياضة وقيادتها الفتية وعلى رأسها عراب الرياضة والرياضيين وزير الرياضة صاحب السمو الملكي الأمير / عبد العزيز بن تركي الفيصل من الرقي بالكرة السعودية والثقافة الرياضية، لنقلها من المحلية إلى العالمية ليكون الدوري السعودي – إن شاء الله – أهم حدث رياضي عالمي في السنوات القادمة، والبُعد كل البُعد عن الانزلاق في مستنقعات التعصب الرياضي والتصرفات المسيئة لسمعة الأندية والمنتسبين لها، وسمعة الرياضة السعودية بشكل عام.
2 – أن تتحقق أمنيتي وأمنية كل رياضي يتابع البطولات الصيفية في إنشاء ملعب رياضي كبير (كملعب الجوهرة) في مدينة الطائف عروس المصائف ذات الموقع الجغرافي المميز؛ ليتم ترجمة الحضور المهيب لهكذا حدث رياضي عالمي، وإخراجه للعالم بالشكل الذي يليق بالكرة السعودية والجمهور المتابع بشغف من كافة أرجاء المعمورة، خاصة وأن البطولات الصيفية ستشهد – إن شاء الله – في الأعوام القادمة قفزات نوعية وأحداث ذات آفاق عالمية طموحة، ولا أخفيكم علمًا أنه عند متابعتي لإحدى القنوات الإخبارية العالمية الهامة، وتحدث المذيع مع مدرب أشهر نادي أوروبي (إسباني) عن مدى اهتمام الأوساط الرياضية لديهم بالكرة السعودية والبطولة العربية لكأس خادم الحرمين الشريفين والحضور الجماهيري بها أجاب بإعجابه بالكرة السعودية وأنها تلاقي اهتمامًا بالغًا في متابعة الجماهير العالمية لها لوجود مشاهير الكرة العالمية في أنديتها، وعند كلامه عن الحضور الجماهيري تمنيت لو لم يسأله المذيع لعلمي بأن الملعب الذي أقيمت فيه المباراة لا يستوعب أكثر من ١٧ ألف متفرج، وهو ذاته الملعب غير القادر على استيعاب بعض المناسبات المحلية كحفل تخرج طلبة جهة تعليمية بعام ١٤٤٣/١٤٤٤ للهجرة؛ خاصة وأن هذه المدينة (مدينة الطائف) ذات تاريخ كبير وزاخر بالأحداث الهامة والمهرجانات والأنشطة المتنوعة على مر السنين الماضية، وتشهد حاليًا اهتمامًا بالغًا من القيادة (يحفظها الله) نلمس شواهده يوميًا في مشاريع تنموية واستثمارية ضخمة سيكون لها الأثر الكبير في جلب الاستثمارات النوعية على كافة الأنشطة، ومنها النشاط السياحي الذي يشهد تزايدًا سنويًا في إعداد السياح داخليًا وخارجيًا بحكم أجوائها المعتدلة على مدار السنة؛ وخاصة أشهر الصيف المتسمة بهوائها العليل وطبيعتها الساحرة التي خصها الله بها دون غيرها، ولا نشك في وجود علاقة وطيدة بين عالم السياحة وعالم الرياضة والشواهد على ذلك منتشرة في أرجاء الدنيا.
0