غدًا نستقبل عامنا الدراسي الجديد 1445هـ، وتعود لمدارسنا بهجتها بتدفق نحو من 500 ألف طالب وطالبة إلى مدارس التعليم العام في مكة المكرمة وإدارتي التعليم في القنفذة والليث.
وغدًا تبدأ الحياة الخلّاقة المتدفقة نشاطًا وشغفًا، الواعدة بمخرجات تعليمية تسير نحو تحقيق مستهدفات رؤية بلادنا المباركة 2030 التي عملت منذ إطلاقها على العناية بتطوير التعليم: منهجًا ومعلمًا وطالبًا وتدريسًا ومدرسة؛ ليصبح الطلبة على تواصل دائم مع التطورات والمتغيرات العلمية والمعرفية..
وقد كان من أهداف رؤية المملكة 2030 في التعليم:
*تسخير كافة الإمكانات لخدمة التعليم في المملكة.
*إتاحة فرص التعليم مدى الحياة.
*تطوير المدرسين وتأهيلهم، ورفع كفاياتهم المهنية وتنمية مهاراتهم.
*جعل مخرجات النظام التعليمي متوافقة مع احتياجات سوق العمل.
*تنمية قدرات الطلبة مهاريًا ومعرفيًا بتطوير مناهج التعليم وطرائق التدريس ووسائله، واستثمار التقانة وحسن توظيفها.
تلك الأهداف وغيرها مما اشتملت عليه الرؤية، تسعى لتعزيز نظام التعليم، وإعداد أجيال المستقبل من الشباب والفتيات المسلحين بالمعارف والمهارات، الذين يجسدون قيم وهوية الوطن، ويشاركون بشغف ونشاط في تحقيق طموحه نحو العالمية، بل حتى يكون هذا الوطن الكريم في صدارة العالم الأول، في ظل قيادة حكيمة وحكم رشيد.
واليوم ونحن نشهد انطلاقة عام دراسي جاد ومبهج -بإذن الله-، يسرني باسم زملائي منسوبي التعليم في الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة ـ بنين وبنات ـ أن نرحب بعودة أبنائنا الطلبة وزملائنا المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات ومديري ومديرات المدارس إلى المحاضن التعليمية التربوية التي ينبعث منها النور، ويتخرج فيها بُناة المستقبل الواعد..
غدًا ينتظم إيقاع الحياة في منازلنا، وتزين طرقاتنا بغدو الطلبة ورواحهم، وتطيب أروقة المدارس وردهاتها وفصولها بطيب أنفاسهم. أنتم اليوم طلبة، وسوف تكونون غدًا قادة البناء في وطن العطاء. أنتم اليوم ــ فتية وفتيات ــ تحملون الآمال وتحلمون في غد تحققون فيه لأنفسكم وبلادكم الريادة والتنمية والازدهار.. فقد رأت أعينكم منجزات عظيمة ماثلة في واقعكم، ووعت أفئدتكم أن الطموح لا حدود له إلا السماء ! هذا ما فعله لكم ــ بفضل الله ثم بهمته العالية ــ سمو سيدي ولي العهد صاحب الرؤية وملهم المبادرات الذي يعمل بشغف لا نظير له، وبطموح لا منتهى له، وبجودة تتحدث عن نفسها، وتُحاكيها أمم بأكملها.. بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين أطال الله بقاءه وأيده بتوفيقه. وقد أصبح ذلك الشغف والطموح أنموذجًا لكل شاب وفتاة من أبناء الوطن وبناته.
فسيروا أيها الأبناء والبنات على بركة من الله، وكونوا عند حسن ظن قيادتكم، وحافظوا على مكتسبات بلادكم، واعزموا على تنميتها في الغد بسواعدكم، واحرصوا على تمثل قيمكم، والاعتزاز بدينكم، والفخر بهويتكم، ومنافسة العالم بما تحصِّلون من المعرفة، وما تمتلكون من القدرات، وما تكتسبون من المهارات في كل مجال..
واعلموا أيها النجباء أن أول المؤشرات على نجاحكم في بناء أحلامكم وتحقيق أهدافكم المستقبلية، هو التزامكم اليوم بقيم الانضباط المدرسي، والمحافظة على استثمار أوقاتكم في المدرسة وخارجها.
ولكم أيها النبلاء إخوتي وأخواتي أولياء أمور الطلبة أقول: كونوا عونًا للمدرسة في توجيه الأبناء والبنات للانضباط والمحافظة على الحضور طيلة أيام الدراسة، وكونوا رافدًا للمدرسة يُعزز برامجها وأنشطتها؛ فأنتم شركاء النجاح.. وعنايتكم بشأن أبنائكم الدراسي دليل وعي وثقافة وحرص، وثمرته أن تقر أعينكم غدًا برؤيتهم مواطنين صالحين منتجين.
ولأخي وأختي مدير ومديرة المدرسة نقول جميعًا: أنتم مفاتيح النجاح، وكل ممكناته في أيديكم فأحسنوا استثمارها وتوظيفها حتى تحقق المدرسة أهدافها.. اعتنوا بلقاء الطلبة منذ الوهلة الأولى في اليوم الدراسي الأول لتروا منهم الالتزام والاحترام والتقدير..
أخي المعلم أختي المعلمة، أنتم القدوة.. توليتم أمانة إصلاح النشء وتعليمه ما ينفعه.. فعززوا فيهم الوعي بواقعهم واستشراف مستقبلهم.. والمجتمع كله يقف معكم ويعرف لكم فضلكم.
وأنت أخي الموجه الطلابي وأنتِ أختي الموجهة الطلابية، تلمسوا مشكلات طلبتكم، وشاركوهم النصح والتوجيه والعلاج، واغرسوا في نفوسهم القيم الفاضلة والخلال الحميدة. اقتربوا منهم أكثر وثقوا فيهم أكثر..
نسأل الله تعالى أن يجعل عامنا الدراسي الجديد عام نجاح وتألُّق، عامًا حافلًا بالمنجزات التي تليق بهذا الوطن الكريم، وتليق بقيادته التي رسمت رؤية لمجتمع حيويِّ واقتصاد مزدهر في وطن طموح.
#العالم_ينتظرك
محمد بن أحمد عمير المدخلي
السبت 3 صفر 1445هـ
0