المقالات

الإنسان الإله!!

نشر المؤرخ وأستاذ التاريخ الفيلسوف (يوفال نوح هاراري) الحاصل على درجة الدكتوراة من جامعة أكسفورد، كتابه بعنوان:” الإنسان الإله: تاريخ وجيز للمستقبل” عام 2016م، نال الكتاب استحسان العديد من المؤسسات المختصة في دراسة التحولات الكبيرة في التقنية الرقمية التي حدثت بوتيرة متسارعة في عالم اليوم، وسرعان ما أصبح الكتاب من أكثر الكتب مبيعًا على مستوى العالم.
تطرق المؤلف بالدراسة والبحث عن التحولات الكبرى التي تواجه مستقبل البشرية في القرن الحالي، وأكد أن المشاعر والأحاسيس ليست حكرًا بالإنسان أو الحيوان أو الكائنات العضوية فقط، بل إن الأجهزة اللاعضوية الصناعية أيضًا تتمتع بشعور وأحاسيس، وأن الريبوت (الآلي) قادر على السباحة في الجسم البشري، وبذلك ربما يتفوق الريبوت على صانعه الإنسان.

وتساءل ما هيَ النهاية التي ينتظرها الإنسان بتحوله من إنسان عاقل إلى إنسان صناعي(آلة)؟ وما الذي يتوجب علينا نحن فعله، وكيف نحمي هذا الكوكب الذي نعيش فيه، بل كيف نحمي الإنسانية من قدراتنا الخارقة على هذا الكوكب؟! الكتاب “الإنسان الإله” لمحة كاشفة عن الأحلام والكوابيس القادمة التي سوف تُشكل نمط الحياة في المستقبل القريب.
وفي مقال له على صحيفة الإيكونيميست البريطانية الواسعة الانتشار، فجّر المؤلف الكثير من الأسئلة المهمة حول الذكاء الاصطناعي، تساءل فيها عن كيف ستكون مشاعر الناس وعواطفهم، وهي تتحاور مع الآلة، وليس مع إنسان من نفس الفصيلة. كيف سيتصرف الإنسان حين يحاور عاطفيًا (آلة) أو ستكون بذلك نهاية للعلاقات الحميمية في إطارها المعروف.
وتناول المقال خطورة تطبيقات الذكاء الاصطناعي وقدرتها على التلاعب وتوليد اللغة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى نهاية تاريخ الإنسان.
لقد “اخترق” الذكاء الاصطناعي -والكلام لا يزال للكاتب-نظام تشغيل الحضارة الإنسانية بحصوله على قدرات ملحوظة للتلاعب بالألفاظ وتوليد اللغة، والتي تُشكل أساس الثقافة الإنسانية. وسلط المقال أيضًا الضوء على خطورة قدرة الذكاء الاصطناعي على تكوين علاقات حميمة مع الناس، واستخدام هذه القوة لتغيير الآراء والمسلمات.
اقترح يوفال في مقاله وضع فحوصات سلامة صارمة قبل إطلاق أدوات الذكاء الاصطناعي القوية في المجال العام، وأن يكون من الواجب على الذكاء الاصطناعي الإفصاح عن حقيقته. وأشار المقال في نهايته، إلى أن الأدوات الجديدة للذكاء الاصطناعي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على آرائنا ومنظوراتنا، ومعتقداتنا مما يؤدي في نهاية المطاف إلى خلق عالم من الأوهام يؤدي إلى نهاية تاريخ الإنسان البشري على هذا الكوكب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى