عندما تسمع بالمُهاجر تتأسف لحاله!
فلم يقرر الهجرة إلا بعد استنفاد ما لديه من حلول للبقاء في بلده ولكن …؟
وعندما تعلم بأن هذا المهاجر الذي ترك بلده وأقاربه، وذهب إلى بلاد المهجر هو من أصحاب العقول الماهرة، والحاصل على أعلى تأهيل في تخصصه، والذي يُمكنه من خدمة بلده وأهله ومواطنيه؛ فإنك سوف تتأسف مرات ومرات، ويجب عليك كمواطن صالح أن تُساهم في الأفكار وإيجاد الحلول التي تخدم ذلك المهاجر، وتصب في مصلحة وطنك.
نُشاهد اليوم زيادة في أعداد المهاجرين العرب أصحاب العقول المميزة إلى أوروبا وأمريكا وغيرها، وكل أولئك يبحثون عن الموقع المتميز والامتيازات الجيدة التي تكفل حياة كريمة لهم ولأبنائهم.
إن عملية استقطاب العقول المهاجرة في ظل رؤية المملكة هذه الأيام تُعتبر فرصة يجب استغلالها والعمل عليها، شاهدنا أكثر من عملية استقطاب ناجحة في التاريخ، ومن ضمنها الهند عندما كان علماؤها يعملون في وادي السليكون في أمريكا؛ فبدأت بتجهيز البنية التحتية المناسبة والمعايير والمميزات المطلوبة، ونجحت نجاحًا باهرًا في ذلك، واليوم أصبحت مركزًا تكنولوجيًا عالميًا.
وشاهدنا أيضًا عملية استقطاب ماليزيا للمتقاعدين من أصحاب العقول والحاصلين على أعلى الشهادات، وغيرها من التجارب على مستوى العالم.
والمملكة العربية السعودية اليوم تحث الخطى نحو مستقبل باهر -بإذن الله-, وهناك فرص في العالم ومن خلال التحليل الاستراتيجي العالمي؛ فيجب دراسة بيئات العالم واستغلال الفرص، وتحويل التهديدات إلى فرص يجب استغلالها، ومعرفة نقاط القوة وتعزيزها، ومعرفة نقاط الضعف وتحويلها الى نقاط قوة، وإنني أرى العقول العربية المهاجرة فرصة عظيمة يجب الاستفادة منها في هذه المرحلة؛ فهناك العلماء والأطباء والمهندسون، وأصحاب التخصصات النادرة يعملون في أوروبا وأمريكا وغيرها من دول العالم ليس لأن تلك الدول هي الوجهة التي يتمنوها بل كانت هي الدول التي قدمت ما تحتاجه تلك العقول من خدمات ومميزات وحياة كريمة؛ فنجد تلك الدول وفرت مراكز الأبحاث ووفرت الدراسات المجانية لهم ولذويهم، ووفرت الامتيازات العالية من رواتب ومكافآت ولكن يبقى المهاجر يحس بإحساس الغُربة عن الوطن العربي.
فعند تقديم المميزات المطلوبة لتلك العقول في مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ورائدة العمل الإسلامي ومركز القرار العربي والإسلامي، ولما تملكه من مقومات كبرى في القوة الوطنية السياسية والاقتصادية والمعلوماتية والأمنية؛ ولوجود بيئة حياتية لا توصف بغيرها في العالم من وجود الأمن ورغد العيش وتوفر أنظمة وقوانين تكفل حقوق العاملين على أرضها سوف تكون قبلة لتلك العقول المهاجرة، وسوف يسهمون في تطور المملكة وتحقيق أهدافها على كافة المستويات.