في البدء وجود مجموعة من الأفراد تعمل في إدارات أو مؤسسات؛ لتحقيق أهداف متفق عليها ومعروفة وفي إطار مؤسساتي يتسم بالوضوح والاستمرارية بطبيعة الحال سيكون نجاحها مرهون بمن يقود هذه الإدارة، أوالمؤسسة. فكل ما كان هدف هذا القائد، أو الرئيس نجاح كل أفراد المجموعة كلٌ في تخصصه وموقعه كلما كان الدافع أكبر لمزيد من النجاحات المتتالية لجميع أفراد المنظومة.
ولذلك نستغرب حين وجود قادة، أو رؤوساء لايُقدمون عوامل النجاح لمرؤوسيهم سواءً في توفير الإمكانات البشرية، أوالمادية، أو الفنية، والأسوأ في مثل هذه القيادات حين لا يقدرون أصحاب الخبرات الكبيرة، أو أصحاب الطموحات العالية في المجال المختص مما يسبب بعض الإحباط فيلجأ أصحاب تلك الخبرات، أو أصحاب تلك الطموحات إلى الهروب من هذه المواقع، أو الإنزواء بعيداً عن هذه النوعيات من القادة حتى يغادر أولئك القادة مناصبهم بلا أي أسف عليهم.
وعلى أي حال لا تعنينا هذه القيادات من قريب أو بعيد فهي ستذهب إلى المكان الملائم لها عند كتابة التاريخ بكل تفاصيله كما ذهب غيرها. ولا أنسى حقيقةً وبألم تجربة عملية شخصية حين عرضنا كفريق عمل ذات يوم فكرة جديدة وجديرة بالاهتمام على المسؤول فكان ردة فعل هذا المسؤول بعد عرض الفكرة كاملة بأن سحب العمود الفقري وبكل أسف في الفريق وجعله في مكان غير بعيدٍ عنه كثيراً مما أجهض المشروع قبل ولادته من الأساس..!!
ودعونا يا سادة مع الأهم في التجارب الإدارية الناجحة مع أصحاب الهمة والعزم من القادة والذين يسعون بكل قوة ومن أول خطوة إلى بناء خطط ذات بعد فكري وعملي تتميز بالوضوح والشمولية والمرونة والجودة، كماتسعى إلى اختيار الكفاءات العلمية والعملية القادرة على صنع النجاح والتفوق، وصنع الفارق الحقيقي في العمل المناط بها، والبعد كل البعد عن الشخصيات الإدارية المستهلكة والتي لن تقدم أي جديد في موقعها بل همها الأول والأخير أن تعرف هذا ضد من؟ وذلك مع من؟
كما تسعى تلك القيادة إلى توفير الأجواء المناسبة في العمل؛ لتحقيق الأهداف الأساسية والرئيسية المساهمة في بلوغ رؤية المؤسسة، مع أهمية تنمية التعاون وروح المسؤولية بين جميع الموظفين في مختلف التخصصات وهذه من الأشياء الهامة التي تقع على عاتق المسؤول الأول، وأيضاً تطوير مستمر للإجراءات الأدارية وهذا بالتأكيد من أسباب نجاح العمل.
وحتّى نكون أكثر إنصافاً ومصداقية يجب أن نوفر لهذا القائد كل أدوات النجاح في العمل المكلف به؛ حتى تكتمل رؤية طموحاته المشروعة وتكون مشاهدةً على أرض الواقع، ومن الظلم أن نطالبه بالتفوق في ظل قلة الصلاحيات الممنوحة، والإمكانات المقدمة فيجب أن ينال كل الدعم اللازم.
كل دعواتنا بالتوفيق والسداد لأي قائد راغب طامح في النهوض بإدارته، أو مؤسسته والوصول بها إلى عنان السماء بعد توفيق الله تعالى فالوطن المعطاء بحاجة لمثل هذه القامات المتميزة.