المقالات

وطن للحالمين ..نحلم ونحقق

ليس حلمًا واحدًا.. وإنما عدة أحلام توالت على وطن لم يعرف يومًا معنى الانحناء، وكانت شيمته دومًا العلو والسمو والجلال. كان حلم الوطن الأول.. وحدة الأرض والإنسان على تلك الرقعة المترامية الأطراف في مساحتها، الكثيرة السخاء في عطائها، العظيمة الفخر في قدسيتها، كان ذلك حلم المغفور له -بإذن الله- الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل -يرحمه الله- قائد المسيرة ومؤسس الكيان: المملكة العربية السعودية، فجاء الواقع متجاوزًا للحلم بما يشبه المعجزة. وكان حلم الوطن الثاني إقامة دولة العلم والإيمان والبناء والنمو، وإعداد تلك الدولة للقيام بدورها المأمول في تحقيق الرفاهية والرخاء لشعبها والأمن والاستقرار للمنطقة، وخدمة قضايا أمتها، كان ذلك حلم أبناء الملك عبد العزيز البررة، ففاق الواقع ذلك الحلم بمراحل، محققًا المعجزة الثانية على أرض الوطن الطيبة. وكان الحلم الثالث الذي تحقق- وما يزال- بمشيئة الله على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان. والحقيقة أنه لم يكن حلمًا فقط، وإنما حلمًا ورؤية، سارا جنبًا إلى جنب، وطافا بمخيلة الملك وولي عهده ليعيش الوطن أزهى عصوره، وأحلى مراحله، فالحلم أن يقفز الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة ذات المستوى الحضاري المتميز، والرؤية أن تكون بلادنا – كما ذكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم على كافة الأصعدة. وأما المعجزة فقد تحققت بتلاقي الفكر الاستراتيجي للقيادة بكل ما اشتمل عليه من مكونات وركائز وطموحات بتطلعات الشباب السعودي الناهض المؤهل بما يتمتع به من همة وصفها سمو ولي العهد بأنها كجبل طويق “لن تنكسر حتى يتساوى هذا الجبل مع الأرض”، ولمقومات صلابة الإرادة والقدرة على التحدي والمواجهة، والاستعداد بالتضحية من أجل تحقيق حلمنا الأكبر: أن تصبح المملكة العربية السعودية دولة عظمى سياسةً واقتصادًا ومكانةً وعلمًا، وقبل ذلك وبعده، روحانيةً وقدسيةً وطهرًا.

إن رغبة وإرادة الشعب السعودي، والعزيمة الجبارة التي تجعله يصل إلى ما يريد، هي -كما ذكر سمو ولي عهدنا المحبوب- وقود الحياة الجديدة في السعودية؛ لما يملكه هذا الشعب من القيم والمبادئ والركائز لتجسيد الحلم الوطني الأول نحو السلام والاعتدال والمستقبل الزاهر، الذي يمنح كل مواطن قيمته الحقيقية، ويعطيه الفرصة لممارسة الحياة بأجمل صورها، وأقوى معانيها، وأعظم مفرداتها، مختصرًا الأحلام كافة في وطن يمتلك كل عناصر النجاح.

اليوم ونحن نحتفل بالذكرى 93 ليومنا الوطني العظيم، أصبحت رؤية 2030 ثقافة سعودية، وجزءًا مهمًا من مكونات الشخصية السعودية الحضارية، وجزءًا هامًا من المشروع السعودي الحضاري لصنع المستقبل. اليوم بعد أن تحققت العديد من الإنجازات على طريق ترجمة الرؤية إلى أرض الواقع، يحق لنا أن نفخر بأننا -شعب وقيادة- لا نعرف المستحيل، وإننا نحيا بحلم يتحقق، وأمل يحيا، وشمس لا تغيب.

اليوم بعد أن أصبحت مشاريع الرؤية الضخمة جزء من الحلم السعودي، فإن ذلك يشعرنا بأن الحلم والرؤية يلتحمان معًا عندما يتم ترجمتهما على أرض الواقع أولاً بأول، وهو ما يتجسد في تحول الحلم إلى حقيقة والرؤية إلى إنجاز كما نرى اليوم في أحدث تلك المشاريع الضخمة، وهما: مشروع مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية، التي تعد أول مدينة غير ربحية في العالم، إذ ستكون مُمكنة للتعليم وحاضنة للأكاديميات والكليات والمتاحف ومراكز المؤتمرات والمدارس، بالإضافة إلى مركز للإبداع ومدارس «‫مسك». ومشروع المربع الجديد “المكعب” الذي يضم مزايا فريدة تعد الأولى من نوعها، حيث سيصبح أحد أكبر المعالم على مستوى العالم، بأبعاد 400 متر بالطول والعرض والارتفاع كما سيضم مجموعة من التقنيات الحديثة والمبتكرة وهي الأولى من نوعها والتي تجعله إحدى أكبر المعالم السياحية على مستوى العالم، وسيدعم هذا المشروع الناتج المحلي غير النفطي بما يصل إلى 180 مليار ريال مع استحداث 334 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

الحلم السعودي الذي يتجدد كل عام مع الذكرى السنوية لليوم الوطني هو نشيدنا الذي نشدو به ونهتف من خلاله أن المجد للوطن، وأن الشراكة الوثيقة بين القيادة والشعب في وطن العزة والفخار هي أعز ما نملك وحلمنا الأكبر الذي لا يمكن التنازل عنه بأي حال من الأحوال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى