مما لاشك فيه أن الأمن والسلامة مطلب لكل دولة من دول العالم أجمع في مجتمعاتها، وحقيقةً السلامة هي مطلب شخصي لكل فرد في حياته الخاصة، وهي في المجمل من متطلبات الحياة الأساسية من حيث المحافظة على الإنسان إضافة إلى المحافظة على المكان بما يحتويه من المقدرات والمكتسبات. فليس من الممكن لأي دولة أو مجتمع أو فرد العيش بمنأى عن تحقيق السلامة الدائمة في المنزل والعمل والمتجر ومختلف الأماكن. فهي غاية لكل الأهداف المرجوة فلا نمو ولا تقدم ولا تطور ولا تحقيق للإنجازات المأمولة دون اتباع طرق السلامة العامة وتحقيقها. وإذا أردنا الاطلاع على ماهية السلامة العامة فأقرب تعريف شامل لها ينص على أنها:”مجموعة من الإجراءات والقواعد والنظم في إطار تشريعي تهدف إلى الحفاظ على الإنسان من خطر الإصابة والحفاظ على الممتلكات العامة من خطر التلف والضياع”.
وما يهمنا هنا في هذا المقال تحديداً هو الحديث عن الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية حيث سوف تسهم المملكة العربية السعودية إلى تحقيق الهدف العالمي وذلك بخفض الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق بنسبة 50٪ بحلول 2030 بإذن الله تعالى، علماً بأن المملكة قد حققت إنجازاً هاماً بانخفاض وفيات حوادث الطرق بنسبة 35٪ خلال الخمس السنوات الماضية، فمن خلال الإحصائيات الرسمية ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية كان عدد الوفيات (9311) في عام 2016م وتراجع ولله الحمد إلى (6651) في عام 2021م. ومن المؤكد أن الإنجاز السعودي المتميز سوف يساهم وبقوة في تحقيق الهدف العالمي المفترض في خفض الوفيات بنسبة 50٪ وذلك بحلول العقد الثاني للأمم المتحدة للعمل المستمر من أجل السلامة على مختلف الطرق في عام 2030م. وتأتي هذه المهمة عبر مستهدفات رؤية المملكة 2030 وتنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة_ وفقها الله _ ودعمها الدائم لمهام ومسؤوليات الجهات المختصة في اللجنة الوزارية للسلامة المرورية، وللجهات ذات العلاقة.
إن تكامل الجهود المبذولة مابين منظومة اللجنة الوزارية للسلامة المرورية ولجان السلامة المرورية في إمارات المناطق سوف يعمل بمشيئة الله على خفض ملاحظ في الحوادث المرورية الجسيمة وذلك من خلال التحسينات الهندسية المستمرة على الطرق الرئيسة والسريعة وتزويدها بمتطلبات السلامة، إضافة إلى تعزيز الرقابة والضبط المروري وباستخدام التقنيات الحديثة، وأيضاً الحملات التوعوية الممنهجة للتعامل مع المخالفات المرورية، وإلى التعاون الكبير مع هيئة الهلال الأحمر بتفعيل الإسعاف الجوي في المناطق الخمس المحددة مع تعزيزها، ورفع القدرات الصحية للتعامل مع مصابي الحوادث، ويدعم ذلك استحداث مراكز طبية متخصصة. والدور المأمول من المواطن والمقيم على حد سواء إنجاح تلك الجهود المباركة باتباع الانظمة والتعليمات الرسمية فالجهات المختصة أولاً وأخيراً تعمل ليل نهار على سلامتهما في الطرقات كافة. ونحن كل مانأمله ونرجوه هو التوفيق والسداد لتلك الجهود العظيمة، والأمن والسلامة للجميع في حلهم وترحالهم.