بالآونة الأخيرة ارتفع نباح بعض المُغرضين والحاقدين على دولتي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بأخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة، وفي الحقيقة لم تفد حملة النباح تلك بأي شيء سوى ما وصل له هؤلاء المرضى من درجة صعبة لحالتهم النفسية والعقلية.
بعد أن استغل ضعاف النفوس تقارير مفبركة من صحف سياسية دولية أو بالأدق مخابراتية لضرب “إسفين” في العلاقات السعودية الإماراتية، التي كانت منذ بدايتها وهي في غاية القوة والمتانة، وستبقى كذلك في ظل وجود قيادة حكيمة رشيدة بكلتا الدولتين، وفي ظل لحمة وتماسك الشعبين الشقيقين السعودي والإماراتي ببعضهم البعض.
ومن يُدقق النظر جيدًا بعين فاحصة لا بنفوس المُغرضين والحاقدين على استقرار ورخاء وتقدم دول الخليج عامة والإمارات والسعودية خاصة، سيدرك أن هناك تنافسًا شريفًا وتكاملًا في الأدوار بين “أبوظبي والرياض” سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي.
وهو أمر يخدم منطقة الخليج أولًا والمنطقة العربية جمعاء ثانيًا، ولا أحد يستطيع أن ينكر ما تشهده تلك الدولتين الشقيقتان تحديدًا من نهضة وتقدم وتطور على كافة المستويات حتى سارت هناك العديد من الدول في المنطقة، وربما من مختلف أنحاء العالم تُتابع مؤشرات النهضة لدى الإمارات والسعودية، وتتمنى أن تكون مثلها أو حتى نصفها.
لذلك أقولها بكل ثقة السعودية والإمارات على قلب رجل واحد، فمصيرهم مشترك، ورؤيتهم متطابقة، وهدفهم واحد، ولن تروا السعودية والإمارات إلا معًا، ومن يحاول أن يُشكك في كلامي فعليه أن يُراجع حجم العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي والتنسيق السياسي بين الدولتين، فالعلاقات التجارية والاقتصادية بين الإمارات والسعودية هي الأكبر بين دول مجلس التعاون الخليجي؛ حيث تُعد السعودية هي الشريك التجاري العربي الأوَّل والثالث عالميًا لدولة الإمارات، حيث تستحوذ على نحو 7% من تجارة الإمارات غير النفطية مع العالم، و25% من التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع الدول العربية؛ حيث وصلت المملكة إلى قائمة أهم مستقبلي الصادرات الإماراتية خلال عام 2018، وبالتوازي كان التنسيق وتبادل الأدوار على الصعيد السياسي حاضرًا بين “أبوظبي والرياض” خلال كافة العواصف التي ضربت المنطقة منذ عام ثورات الفوضى 2011 وحتى يومنا هذا، وكان لهم الفضل الأوَّل في وقف المد الإخواني المتطرف بالمنطقة، وهذا أمر يعلمه القاصي والداني ولا ينكره أحد.
أخيرًا وليس آخرًا شكَّلت الإمارات برفقت شقيقتها السعودية درعًا لمنطقة الخليج بالعقد الأخير بعد أن أوقفوا مشروع “الفوضى الخلاقة” لإدارة باراك أوباما، قبل أن يحبطوا ذلك المشروع على مستوى المنطقة العربية كلها، كي يقودوا بعدها مسيرة قوية من التنمية والنهضة ترسم ملامح جديدة لشرق أوسط مستقر وآمن.