تمتاز قاعة (المتروبوليتان للأوبرا)؛ الشهيرة بمبناها الآخاذ وعروضها الأوبيرالية المرموقة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، بكونها أكبر قاعة أوبرا في العالم تتسع قاعتها إلى 4000 متفرج، ويعتبر ستارها المنسوج من الحرير أكبر ستار في العالم.
تم تدشين القاعة رسميًا في يوم 16 سبتمبر عام ١٩٦٦م، بعرض لمسرحية (أنثوني وكليوباترا) الحائزة على جائزة (بوليتزر) التي تقدمها جامعة كولومبيا بنيويورك في مجال الموسيقى من تأليف الكاتب والمؤلف الموسيقى الأمريكي (صامويل باربر)، والذي يعد أحد أشهر المؤلفين الموسيقيين في القرن العشرين.
استضافت “المِيتْ” كما يطلق عليها المحليون مؤخرًا الأوركيسترا السعودية التابعة لهيئة الموسيقي وراعيتها وزارة الثقافة السعودية، ضمن برنامج دولي للتعريف بالموسيقى السعودية يهدف لمد جسور الترابط الثقافي الدولي بمسماه “روائع الأوركيسترا السعودية” التي حطت الرحال من قبل في عدد من العواصم العالمية مثل: باريس ونيومكسيكو، ولاقت استحسان الجماهير هناك، وحققت صدى عالٍيًا بين جموع محبي الموسيقى ومتذوقيه.
في نيويورك وبحضور عَرِم من المتذوقين للفن والفنانين الأمريكيين والشخصيات الاعتبارية هناك وبحضور وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وسفيرة المملكة في الولايات المتحدة الأمريكية الأميرة ريما بنت بندر آل سعود؛ وحضور الأمير تركي الفيصل السفير الأسبق للمملكة في أمريكا، امتزج العرض بين ترديد لجواهر الموسيقى الفلكورية السعودية المصحوبة بالرقصات الشعبية من شتى مناطق بلادي الحبيبة؛ من “على العقيق اجتمعنا” التي رددها الأجداد في حفلاتهم وسمراتهم ممثلاً لفن الدانة إلى “مد الشراع” كممثل للفن الينبعاوي مرورًا بأغنية “سنيني يم”، وقدمت الفرقة عروضًا وطنية وتغنى “الكورال السعودي” بولي العهد-الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله- ، ضمن فقرات الحفل، وقدم بأداء متناغم وظهور بارع الأغنية الوطنية” أشرقت شمس المجد… جددت عهد الموحد”.
اللافت هو كيف لاقت الذاقة هناك كل الترحيب والإعجاب بالرغم من اختلاف اللغة والخلفية الثقافية؛ وذلك هو سحر الموسيقى إن سُخِّرت لتعكس العُمق الثقافي مساهمةً في مد أصر التقارب والتفاهم بين الشعوب ومؤدية لدور السفير الدائم في ذاكرة الحاضرين قائمًا بدوره كقوة ناعمة تعكس صورة ذهنية إيجابية عن بلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية وتراثها وثقافتها وفنونها الشعبية.
وهنا أستشهد بقول البروفيسورة في العلوم السياسية بجامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة “فالنتينا فكليونيا”: “إن الثقافة التصورية تعطي القوة الناعمة القدرة والمساحة لاستمالة الجماهير المرجوة بدون إكراه أو قوة”.