أثمن وأقدّر كل من يضع ثقته في شخصي المتواضع وأحاول قدر الإمكان أن أساعد كل إنسان، ولكن في نهاية الأمر أنا عبد فقير ولست من الأساطير ولا بيدي عصا سحرية تؤثر في البشرية.
بعض القضايا حين تسمعها لا تستطيع إلا أن تنصت لأصحابها، احترامًا لهم حتى “يفضفضوا” بما لديهم.
بنبرة حزينة قال: “بقدر الألم الذي يعتصرك وأنت ترى حقوقك توشك أن تضيع بأيدي بعض الموظفين الذين يضيع الحق بين أياديهم، وقد أوجدتهم (الواسطة) في بيئة عمل لا يفقهوا في أنظمتها ولا في لوائحها، أتوا ضمن الحاشية من خارج المنظمة ليمارسوا دور البطانة الفاسدة التي أضاعت حقوق العوام ومارست العقوق بحق النظام. جعلوا القوانين مستباحة لخدمة هوامير سفاحة، ومع كل هذا تظل تستمتع وأنت تتابع بصمت كيف تدار الأمور في المكاتب المغلقة، التي كشفت لنا نوعًا من أنواع الإدارة المتواطئة، ووجهًا من وجوه الفساد الذي يقف بجانب رؤوس الأموال ويفصّل الأنظمة واللوائح على مقاسهم لخدمة قضاياهم التي بنيت على باطل، وتندهش كيف ارتضى هؤلاء بأن يكونوا مجرد معقّبين منهم المهندس والدكتور المندس”. إلى هنا وأنا ملتزم الصمت ولم أقاطعه تعاطفًا مع نبرة صوته التي أثرت في نفسي غير أنني قلت له: “أهم شىء أنك مستمتع وأنت تتابع مخرجات المكاتب المغلقة”.
ثم تابع فضفضته: “هؤلاء يا أستاذ عبدالله تناسوا أنهم في محل المسؤولية، ضيعوا الأمانة التي أوكلت إليهم، وأثبتوا أنهم غير جديرين بالمواقع التي وجدوا فيها، غير أن ما يثلج الصدر وجود القيادة الحازمة التي تحارب الفساد بجميع أشكاله وأوجهه المتعددة، وأنا أثق بأن هؤلاء سوف يتم محاسبتهم وكل من قام باستغلال النفوذ، وعلى رأسهم الذي كسر القانون وجلب لمؤسسة أصحابه عشرات الملايين دون المؤسسات الأخرى”. إلى هنا وأنا مش فاهم حاقة غير أني قلت له: “أهم شيء أنك تثق ولا تفقد الأمل”. تنهّد ثم قال: يا أستاذ هذا فساد إداري!، قلت اعمل نفسك منت داري..
ختامًا
يسمع البعض مصطلح السُلطة الرابعة، ويلجأ كثيرون إلى الصحافة بقصد نشر معاناتهم وقضاياهم وبعضها تكون غير صالحة للنشر، وكما جاء في الأمثال “ليس كل ما يُعلم يقال”، ومن هنا أنصح هؤلاء بالذهاب مباشرة للجهات المعنية وحتمًا سوف تنصفهم من المفسدين مهما كانت هوية الخصم.
فاصلة:
“السلطة لا تفسد الرجال، إنما الأغبياء إن وضعوا في السلطة فإنهم يفسدونها” جورج برنادشو،