يعد اليوم الوطني السعودي مناسبة تاريخية تحمل رسالة عظيمة من الوحدة والاستقرار. حيث يحتفل الشعب السعودي في هذا اليوم بالذكرى الـ 93 لتأسيس المملكة العربية السعودية والتي تعكس تطورًا هائلًا عبر العقود التاريخية.
في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1932م، شهد العالم إعلان تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وبدأت رحلة تحول استثنائية. واليوم بعد مضي 93 عامًا، يحتفل الشعب السعودي باليوم الوطني الثالث والتسعين للمملكة. حيث يمثل هذا اليوم فرصة للاحتفال بالتطور الباهر الذي شهدته على مر العقود.
وقد رافق شعار هذا العام عبارة “للمجد حاملين وللقمة سائرين” وهي تمثل عبارة رمزية تجسد روح الإصرار والتفاؤل التي تدفع الإنسان نحو تحقيق أهدافه وتجاوز العقبات. أي تعبر عن الروح الإنسانية العظيمة والقدرة اللامحدودة للإنسان على تحقيق الإنجازات الكبيرة. لن تكون الرحلة نحو المجد والقمة خالية من التحديات والصعاب. إنما يكون لروح الإصرار والتفاؤل الدور الكبير في تجاوز هذه التحديات. عندما يمتلك الإنسان إصرارًا قويًا وإيمانًا بأنه يمكنه من تحقيق أهدافه، فإنه سيكون قادرًا على التغلب على أي عقبة تقف في طريقه. إنها رسالة تلهمنا جميعًا للسعي دائمًا لتحقيق المزيد والمضي قدمًا نحو القمة بروح الإصرار والتفاؤل.
في اليوم الوطني السعودي الـ 93، يتجدد الفخر والاعتزاز بتلك الدولة العربية الكبيرة وشعبها الطيب. إن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هو ليس فقط مناسبة للاحتفال بالتأريخ والهوية الوطنية، بل هو أيضًا فرصة للنظر إلى المستقبل من خلال رؤية 2030.
منذ إطلاق رؤية 2030، شهدت المملكة العربية السعودية تطورات كبيرة ومشاريع عملاقة متعددة. حيث جاءت هذه الرؤية كخارطة طريق طموحة وريادية لتحويل المملكة العربية السعودية إلى اقتصاد متنوع ومستدام. كجزء من جهود تنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن الاعتماد الوحيد على النفط. فقد استمرت المملكة العربية السعودية في تحقيق نجاحات كبيرة في مجالات مختلفة، التحول والنمو الاقتصادي والتعليم والتحول الرقمي والاستدامة. فقد أصبح هناك تنويع في الاقتصاد من خلال تعزيز القطاعات غير النفطية مثل الصناعة والسياحة والترفيه لتحقيق تنوع اقتصادي أكبر.
أما في مجال التعليم تسعى المملكة إلى تعزيز نظام التعليم، حيث يبلغ عدد الجامعات والكليات في المملكة حوالي 50 جامعة، وأكثر من 25 مليون طالب يستفيدون من هذا النظام. وقد تم تخصيص ميزانية كبيرة لتطوير التعليم والبحث العلمي. وفي مجال التحول الرقمي تسعى المملكة إلى تعزيز التحول الرقمي، حيث بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة 36 مليون مستخدم في عام 2020، مقارنة بـ 33 مليون مستخدم في عام 2019. وتمثل هذه الزيادة نمواً هائلاً في اعتماد التكنولوجيا. أما في مجال الاستدامة تعمل المملكة على تحقيق استدامة بيئية واقتصادية من خلال تطوير قطاعات الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتنفيذ مبادرات منها مبادرة “السعودية الخضراء”، والتي تهدف إلى زيادة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني إلى 50٪ بحلول عام 2030. وشهدت المملكة العربية السعودية تحولات كبيرة أيضا من خلال تنفيذ مشاريع ضخمة مثل مدينة نيوم العملاقة ومناطق الترفيه والثقافة. وتعزيز دور المرأة حيث شهدت المملكة تحولًا كبيرًا في تعزيز دور المرأة في المجتمع والاقتصاد.
في الختام، إن اليوم الوطني السعودي الـ 93 يعبر عن رحلة استثنائية للتحول والتغيير من الرمال إلى الريادة، استطاعت المملكة العربية السعودية تحقيق العديد من الإنجازات على مر العقود، ومع رؤية 2030 والتفاؤل المستمر، يمكن أن نتوقع المزيد من التقدم والنجاحات في المستقبل. ونحن كشعب سعودي نحتفل هذا اليوم، باليوم الوطني السعودي الـ 93 ورؤية 2030 كفرصة للاحتفاء بالتقدم الكبير الذي حققته المملكة وللنظر إلى مستقبل أكثر استدامة وتنوعًا. مجددين نحن أبناءها الحب والولاء لهذه الأرض المعطاءة وسنكمل المسير، عازمين على تحقيق رؤيتنا للمجد حاملين وللقمة سائرين.
– أستاذة في الإعلام والاتصال
@AishahAlotaibi5