حين نحتفي باليوم الوطني 93 فإننا نحتفي ب 93 عامًا من التأسيس والتوحيد والوحدة والأمن والاستقرار والعدل والوسطية والتطور والرخاء على يد المؤسس العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وأبنائه البررة، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، العهد الذي أطلق الرؤية السعودية 2030 ليكون الوطن أعظم مكانة وازدهارًا.
وكمواطن سعودي فإن نفوسنا تمتلئ اعتزازًا وافتخارًا بوطن حقق لنا العز والمنعة والكرامة والتقدم والخير؛ حيث يذكرنا اليوم الوطني بملحمة التأسيس التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز لنحو 32 عامًا وحوله شعبه المؤمن بغاياته النبيلة، تلك الملحمة التاريخية التي بدأها باستعادة ملك آبائه وأجداده في الرياض عام 1319هـ، ثم جنوب نجد والوشم وسدير 1320، والقصيم 1322، والأحساء 1331، وعسير 1338، وحائل 1340، والحجاز 1343 – 1344، وجازان 1349، وتوج جهوده بالأمر بإعلان توحيد البلاد باسم المملكة العربية السعودية وأن يكون لقبه ملك المملكة العربية السعودية، وذلك من منذ أول الميزان 23 سبتمبر ١٩٣٢م الموافق 1351هـ.
ولأهمية مكتسب توحيد البلاد ووحدة الشعب تحت ظل القيادة السعودية، أمر الملك فيصل بن عبد العزيز عام 1385 أن يكون ذلك اليوم من كل عام هو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، ثم أمر الملك فهد عام ١٤٢٥هـ أن يكون اليوم الوطني إجازة رسمية، وطبق ذلك مع مطلع عهد الملك عبد الله عام ١٤٢٦هـ.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عزز الاحتفال بأيام الوطن فأمر بيوم التأسيس ويوم العلم لما للرموز الوطنية من أهمية في استذكار قيمة الوطن وعطاء قادته والتفاف الشعب حول ملوكه.
وإنني على يقين أن المؤسس إنما أقام هذا الكيان العظيم إلا بتوفيق الله وعونه ونصره، وبما اتسمت به شخصيته من صفات القيادة والسياسة والملك، ولإقامة دولته على الدين وتحكيم الشريعة والسير على منهج الاعتدال والوسطية وتحقيق الأمن والعدل وبناء علاقات دولية متينة مبنية على الندية والتعاون وتبادل المصالح واحترام الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
متكئًا على عراقة دولتة السعودية الممتدة لنحو 300 عام منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود عام 1139 وعراقة الدرعية القائمة منذ نحو 500 عام منذ أنشأها مانع المريدي عام ٨٥٠هـ كمركز أول للأسرة السعودية، ولوجود بني حنيفة ونفوذهم في اليمامة منذ ما قبل الإسلام وبعده.
متسلحًا بتاريخ وطنه السعودي وطن الرسالة والحرمين والعروبة والريادة، ومتطلعًا لدولة عصرية تنهض بالوطن وتضعه في مقدمة دول العالم. فسار أبناؤه الملوك على نهجه بناءً وتطويرًا.
واليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يقود ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان الرؤية السعودية 2030 وتنفيذ برامجها بكل قوة وجرأة واقتدار، مسابقًا الزمن في استراتيجية داخلية وخارجية تعمل على تسخير معطيات ومكامن القوة الوطنية والشعب على الوصول بالأمة السعودية إلى الريادة العالمية؛ ولتكون المملكة بقيادتها وشعبها ومكانها ومكانتها وقدسيتها وعروبتها وثقافتها وتراثها واقتصادها المتنوع المتين في مصاف دول العالم العظمى بل وفي مقدمتها كما شاء الله لها، وهي أرض الإسلام والعروبة والتاريخ والخير.
عاش الملك للعلم والوطن،،،
– أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة – بجامعة أم القرى