المقالات

نعمة الوطن الآمن

الوطن لوحده ليس نعمة كما يظن البعض، فأغلب شعوب الأرض لديها أوطان، لكن النعمة الحقيقية هي وجود وطن آمن، وإن من فضل الله ونعمه علينا في المملكة العربية السعودية أننا نعيش في أمن وأمان ورخاء وطمأنينة، فلم تكدر صفونا حوادث الزمان وهذا بلا بشك نعمة عظيمة وفضل كبير يستحق منا الشكر والثناء للمولى -عز وجل- ويتحتم علينا المحافظة عليها، وفي هذا اليوم العزيز على قلوبنا؛ اليوم الوطني (93) تلتهب فيه المشاعر وتتغنى الأحاسيس في حب الوطن، وجب علينا التفكر لما نحن فيه من النعم، فنشكر الله -عز وجل-، وإذا كانت الحكمة تقول عن الصحة: “إن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يشعر بها إلا المرضى” فإن نعمة الأمن نعمة عظيمة لا يشعر بها ولا يقدر قيمتها إلا من فقدها، ولننظر لمن حولنا من البلدان التي تكالبت عليهم الأزمات وضجت مجتمعاتهم بالفوضى والخراب.

وإذا كان من أوجب الواجبات علينا أن نداوم على الحمد، ونسأل الله دوام العافية والسلامة مما حل بغيرنا من الأمم، وندعو الله أن يفرج عنهم ما هم فيه من المحن. كما لا بد وأن نعرف واجبنا جميعًا تجاه الوطن والمحافظة على مقدراته وأمنه وسلامة أراضيه، والمحافظة على بيئته سليمة نقية في كل مكان وزمان، وأهمية غرس تلك القيم في نفوس الناشئة. إن وطننا الغالي المملكة العربية السعودية ليس مجرد أرضًا نعيش عليها فحسب، وهي وطن ليس كغيره من الأوطان، بلادنا هي وطن يحوي المقدسات الإسلامية التي تشرئب إليها الأعناق، وتنجذب لها القلوب من جميع الآفاق، وقد قام هذا الوطن على العقيدة السمحة والتوحيد الخالص وتوارث حفظ ذلك جيلًا بعد جيل؛ فحفظ الله أمننا واستقرارنا. وإن من شكر النعم أن نقدر ما نحن فيه وعليه بالقول والعمل وبالجد والاجتهاد كلًا في مجاله واختصاصه وبحسب قدرته.

ومن أهم الأبواب التي يجب أن نقف أمامها سدًا منيعًا للمحافظة على أمن الوطن واستقراره أن نتصدى لكل فاسد ومخادع يريد شق الصف وتفريق المجتمع، والإفساد في كل بقعة من أراضيه؛ حتى وإن لبس أحدهم ثوب الفضيلة والصلاح والإصلاح، وبخاصة مع انتشار وسائل التواصل الحديثة التي لجأ إليها أهل الفساد والتخريب لبث سمومهم ونفث أحقادهم، بل ويجب علينا الحذر والتحذير منهم من أجل المحافظة على وحدة الوطن وسلامة المجتمع مما قد يُعكر صفو أفراده. ولنستفيد ونأخذ العبرة مما مرت به الدول الأخرى من وفتن واضطراب الأمن فيها وما آل إليه حال شعوبها.

آخر الكلام:
اللهم أدم على بلاد الحرمين الشريفين الأمن والأمان والرخاء والاستقرار، واحفظ قيادتها وشعبها والمقيمين على أراضيها وسائر بلاد المسلمين.

• عضو هيئة التدريب في معهد الإدارة العامة.

د. عبدالله علي النهدي

عضو هيئة التدريب في معهد الإدارة العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى