كنت أظن – واهمًا – أن الشللية وتجمعاتهم وحركاتهم وضحكاتهم وإزعاجهم للآخرين، لا تحدث إلا على الأرض فقط، وتحديدًا في مواقع حراج السيارات ومكاتب العقار وصالات الأسهم والمقاهي والاستراحات، ولكنني تفاجأت وأنا في الجو على متن إحدى رحلات الطيران الدولي، والمتجهة إلى أوروبا، تفاجأت بأن الجو لم يخلُ من الحضور الفاعل لتلك المجموعات الصاخبة، والتي لا تستغني عن ممارساتها ولا تتوقف عن إزعاجها، حتى على متن الطائرات، فما إن استوت الطائرة على ارتفاع ٣٣ ألف قدم، وأطفئت الإشارات الضوئية والتي كانت لا تسمح بإمكانية التحرر من حزام المقعد، حتى انتفضت تلك الكائنات البشرية لتعلن البدء في ممارسة هواياتها المألوفة على الأرض، فضجت الطائرة بارتفاع الأصوات وتبادل الضحكات والأحاديث الصاخبة؛ حيث تشكلت ثلاث مجموعات على طول الطائرة، واحدة في الأمام والثانية في الوسط والثالثة في الأخير، وكل مجموعة تحتوي على ما لا يقل عن عشرة أشخاص، من عناصر متوافقة ومتجانسة من الجنسين الشباب والفتيات، بعضهم جالسون في مقاعدهم والبعض الآخر واقفون في المقاعد التي أمام الجالسين بعد أن أداروا وجوههم تجاه الجالسين، أي أن المجموعة تقابلت وجهًا لوجه، هذا عدا جزء من المجموعة نفسها والتي احتلت الممر وقوفًا، والكل يهرج بالصوت المرتفع، ويمزح ويضحك بطريقة توحي بأنهم بمفردهم في مكان يخصهم دون أي مراعاة لمشاعر الآخرين، وهكذا كانت جميع المجموعات، الجميع انتهج هذا التكتيك المزعج الذي أزعجنا وضايقنا نحن المسالمين والمستسلمين، من المحافظين على وضع الجلوس والتحلي بالهدوء والسكينة ..
الإشكال ليس في تلك المجموعات فهذا طبعها بالتأكيد على الأرض، وكما قيل الطبع يغلب التطبع، حيث مارست هذا الطبع المزعج في أجواء الرحلة دون اعتبار لحرية الآخرين من ركاب الطائرة، أقول ليست الإشكالية في تلك الشللية، وإنما الإشكالية في طاقم الطائرة الذين التزموا الصمت حيال تلك التصرفات ولم يحركوا ساكنًا أو ينكروا تلك الممارسات وذلك الضجيج من الأصوات والحركات الصبيانية، بل نالهم – وأقصد الطاقم – الإزعاج والمضايقة مثلما نال المسالمون من المسافرين، وذلك عندما يتحرك أفراد الطاقم في الممر بصعوبة من أجل المبيعات الجوية أو خلاف ذلك مما يتم تقديمه من خدمات جوية للمسافرين ..
سؤالي هو :- هل أنظمة الطيران المدني تسمح بهذه الفوضى الجوية طالما هي خارج مرحلتي الإقلاع والهبوط ؟!
أتمنى أن يحظى سؤالي هذا بالإجابة من قبل أي شركة طيران، فلعل تلك الحالة الفوضوية مقبولة نظامًا في الجو، وبالتالي سنستسلم للأمر الواقع، ونشمر عن سواعدنا لنشارك أولئك المزعجين في الرحلات القادمة من باب (مع الخيل يا شقراء).
.
نعم اخي ان بعض موظفي الخطوط السعودية سار لا يبالي بسمعته وسمعت هذة الشركة الكبيرة فيتصرف تصرف لا يليق بالوضع العام وحتى الوضع الشخصي
لا يفي بكلامه ويتخذك مسخرة فحسبنا الله عليه
حياك الله أخي عوض ..
لكن للتوضيح ، شركة الطيران التي سافرت عليها وحصل فيها ماحصل ، ليست الخطوط السعودية ، بل هي خطوط أجنبية ، ولا أعتقد أن الخطوط السعودية ستسمح بمثل تلك الفوضى على متن طائراتها .