المقالات

تعليق وصلني على الواتس!!

تفاعلًا مع مقالي في هذه الصحيفة بعنوان: “رحلة لقرية إسحاق نيوتن” بتاريخ 8 أكتوبر 2023م، وصلني على الواتس تعليق من أخي الكريم الأستاذ الدكتور/ عبد الله العبد القادر عالم فيزياء الفلك القلبية، أترككم معه بدون تعليق:
مع إيماني التام بعلماء الغرب الذين أسسوا للعلوم الحديثة في القرون (من ١٦ حتى ٢١). إلا إنني أؤمن يقينًا بأنهم قد استندوا على ركيزة لم يكن بالإمكان لهم التقدم من دونها، وهي الإرث الضخم للحضارة الإسلامية في العلوم، وقد يكون هذا الاستناد قد تعدى حدوده في أحيان كثيرة من الاقتباس إلى النقل دون ذكر مصادره، أي بنسبة العلم لكاتبه في وقته، وهي السرقة بعينها ومن أبرز ما أرغب الإشارة إليه في هذا الصدد:
أولًا: علم الجاذبية الأرضية والفيزياء المتعلقة به سبق إليها علماء الإسلام بطريقة جلية غير قابلة لغض النظر كما هي الشمس في كبد السماء الصافية، ومن أبرز من تكلم في الجاذبية:

1. الهمداني (ت334 هـ – 945م): واسمه (الحسن بن أحمد بن يعقوب) في كتابه (الجوهرتين العتيقتين).
2- أبو جعفر الخازن (القرن الرابع الهجري)، وقد تحدث عن التسارع (أو العجلة) في سقوط الأجسام نحو الأرض، واحتوى كتابه (ميزان الحكمة) ما يدل على معرفته بالعلاقة الصحيحة بين السرعة التي يسقط بها الجسم نحو سطح الأرض والبُعد الذي يقطعه والزمن الذي يستغرقه، وهي العلاقة التي تنص عليها المعادلات الرياضية المنسوبة (لجاليليو) في القرن السابع عشر الميلادي.
3- أبو الريحان البيروني (ت440هـ – 1048م) أكد ما سبق إليه (الهمداني) من أن الأرض تجذب ما فوقها نحو مركزها، في كتابه (القانون المسعودي) أن الأثقال تتجه إلى الأسفل.
4- هبة الله بن ملكا البغدادي (560هـ – 1165م) وقد نجح في تصحيح الخطأ الجسيم الذي وقع فيه (أرسطو) عندما قال بسقوط الأجسام الثقيلة أسرع من الأجسام الخفيفة، بل وسبق (جاليليو) في إثبات أن سرعة الجسم الساقط سقوطًا حرًا تحت تأثير الجاذبية الأرضية لا تتوقف إطلاقًا على كتلته عندما تخلو الحركة من أي معوقات خارجية، وقد عبر عن هذه الحقيقة العلمية الهامة في كتابه (المعتبر في الحكمة).

ثانيًا: الثنائية الديكارتية هي نقل مباشر من الشيخ الرئيس (ابن سينا) فعالم الرياضيات والفيزيائي الفرنسي (رينيه ديكارت)، اشتهر بمقولته الشهيرة “أنا أفكر إذًا أنا موجود” وهذه المقولة هي نقل يكاد يكون حرفيًا لنظرية “الرجل المعلق في الفضاء” للشيخ الرئيس (ابن سينا).

ثالثًا:
أسرار الوثيقة رقم (٦٢٢٤٣) ‏التي اكتشفها طبيب مصري في مكتبة برلين والتي فضحت كذبة اكتشاف (ويليام هارفي) للدورة الدموية الصغرى وكيف أنه نقلها نقلًا من (ابن النفيس)، ‏وكذلك وثائق الخزي لفضائح الكنيسة وحربها الضروس على العلم والتي ‏بلغت ذروتها في العام 1553م، عندما حُكِمَ ‏على الطبيب ‏والفيزيائي والمترجم الإسباني (ميقيل سيرفيت) ‏بالإعدام حرقًا ‏وكتابه مربوط في يديه ‏لتجرئه بالقول بأن الدم يعود من الجهة اليمنى من القلب إلى الجهة اليسرى عن طريق الرئة. انتهى التعليق.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى