في صباح يوم السبت ٢٢ ربيع أول ١٤٤٥ هجرية، سجلت الفصائل الفلسطينية واقعة تاريخية ويومًا مفصليًا في مقاومة الاحتلال الصهيوني لفلسطين كما يراه البعض؛ حيث كان هذا الهجوم النوعي الفلسطيني مفاجئًا للإسرائيليين وللعالم أجمع، وقد وصفه وزير الخارجية الأمريكي بأنه (أسوأ هجوم على إسرائيل منذ عام ١٩٧٣)، وتكمن أهمية هذا الهجوم بأنه أثخن المحتل الإسرائيلي قتلًا وأسرًا ليس في صفوف المدنيين فقط، بل طال القواعد والمراكز العسكرية التي وصل إليها المقاتل الفلسطيني مقتحمًا ومواجهًا للقوات الإسرائيلية، فبلغ عدد القتلى العسكريين الإسرائيليين حتى كتابة هذا المقال ١٥٥ قتيل وبلغ عدد الأسرى ١٠٠ أسير من ضمنهم جنرالان في الجيش الإسرائيلي، بينما كانت الحصيلة العامة للمقتولين الإسرائيليين ٩٠٠ قتيل والمصابين أكثر من ٢٦٠٠ مصاب ..
العملية الفلسطينية سميت (معركة طوفان الأقصى)، وتستهدف الدفاع عن المسجد الأقصى نيابة عن جميع المسلمين، والدفاع عن أرض فلسطين المحتلة أصالة عن الفلسطينيين أنفسهم في دحر العدوان والاحتلال عن وطنهم وأرضهم ..
هذه العملية المرعبة للاحتلال مهما أعقبها من انتقام وحشي محتمل من قبل الإسرائيليين، إلا أنه كما يراها البعض ستظل “وسام شرف وتاج عز” يفخر به الشعب الفلسطيني، فالأوطان المحتلة في أي مكان تدرك تمامًا بأن تضحياتها ستكون جسيمة من أجل تحرير الأوطان، ولذلك فهي لا تبالي بكثرة الخسائر المادية والبشرية فخسارة الأوطان لا تُقدر بأي ثمن ..
ولا شك أن المحتل الإسرائيلي مهما بلغ من القوة العسكرية لن يشعر بالأمن والأمان طالما يمارس العدوان والعربدة ضد الفلسطينيين، وليس أمام الإسرائيليين إلا القبول بمبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبدالله بن عبد العزيز -رحمة الله عليه-، والمتمثلة في حل الدولتين، والتي رحبت بها الأمم المتحدة كحل شامل وعادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وماعدا ذلك سيظل الفلسطينيون شوكة دامية في حلوق الإسرائيليين، وما يحدث الآن ليس إلا رسالة فلسطينية واضحة، بأن المقاومة مستمرة ومتواصلة مهما كانت النتائج، وعلى المحتل الإسرائيلي تحمل المسؤولية أمام شعبه وأمام العالم أجمع.
1
لله درهم فعلا هجوم تاريخي واثلج صدورنا ونسال الله يكون النصر حليفهم فكم عانوا من هذ العدو الغاشم