المقالات

علماء أثّروا في تاريخ البشرية!

يُعتبر العالم السويسري البروفيسور (أولرخ سغفارت) -أستاذ ورئيس مركز أمراض القلب في كلية الطب بجامعة جنيف- من أعظم روَّاد طب القلب التدخلي وأكثرهم تأثيرًا في العقدين الأخيرين، فهو الذي ابتدع الدعامة المعدنية المثقبة (stent) لتوسعة الشرايين التاجية وغير التاجية دون حاجة إلى جراحة، ويعد هذا الأسلوب المبتكر والآمن الذي طبقه (سغفارت) بنجاح لأول مرة في عام 1987م علامة مضيئة في تاريخ طب القلب الحديث. فقد أحدث ثورة في علاج ضيق الشرايين وأفاد مئات الألوف من المرضى في جميع أرجاء العالم.
ابتكر هذا العالم الفذ طريقة أخرى -عام 1994م- غير جراحية لعلاج بعض الحالات الحادة من تضخم عضلة الحاجز القلبي الذي يؤدي إلى إعاقة ضخ الدم من القلب الأيسر، ولم يكن علاجه متيسرًا في السابق إلا بإجراء جراحة القلب المفتوح.
أما دراساته حول التشغيل الأوتوماتيكي للقسطرة القلبية فقد شكَّلت الأساس لاستخدام أجهزة الحاسوب في تقويم بعض وظائف القلب، بينما ساهمت أبحاثه المتعلقة بتسلسل الأحداث المؤدية إلى قصور عضلة القلب وخصوصًا ما يعرف الآن بمنحنى (سغفارت) في إلقاء مزيد من الضوء على آليات ذلك المرض، كما ساعدت دراساته المتعلقة بالصمامات الصناعية في إجراء تعديلات مهمَّة في صناعة تلك الصمامات.
تعلَّم دراسة الطب في جامعات بلاده سويسرا وفي ألمانيا كما عمل لبعض الوقت في مستشفيات مختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
قام البروفيسور (سغفارت) بنشر المئات من البحوث العلمية والعديد من الكتب التي تُرجمت إلى لغات أخرى، وأصبحت من أهم المراجع الأساسية التي تُدْرس في كليات الطب في العالم، وقد احتفت به الأوساط العلمية والطبية العالمية، فمنحته العديد من الجوائز الرفيعة، منها جائزة الجمعية السويسرية لطب القلب، وجائزة الأكاديمية الأوروبية للآداب والعلوم، وجائزة (ما سيري فلوريو) العالمية من الكلية الأمريكية لأطباء القلب، كما منحته جامعة لوزان السويسرية درجة الدكتوراة الفخرية وقد حاز على جائزة الملك فيصل العالمية للطب في عام 2004م.
إضافة لعضويته في هيئات تحرير العديد من المجلات العلمية والطبية عالية الاستشهاد، كما أنه أستاذ زائر في عدة جامعات، وزميل في الكلية الملكية البريطانية للأطباء، والكلية الأمريكية لطب الأوعية الدموية.
وللبروفيسور (سغفارت) -إلى جانب كونه طبيبًا عبقريًا في أمراض القلب- اهتمامات أخرى، فهو يرعى بعض الأنشطة الإنسانية والخيرية، فقد قام مرتين بزيارة الأراضي الفلسطينية متطوعًا لعلاج مرض القلب؛ وعلى وجه الخصوص مصابي القلب من الأطفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى