فيروسات الإنفلونزا هي فيروسات مُعدية تصيب الجهاز التنفسي للإنسان والحيوانات. تنتشر العديد من السلالات المختلفة من فيروس الإنفلونزا في جميع أنحاء العالم، وتتغير هذه السلالات بشكل دوري. تُعرف السلالات المتغيرة بأنها سلالات جديدة أو متطورة.
تتغيَّر السلالات المتغيرة لفيروسات الإنفلونزا عن طريق ظاهرة تعرف بالطفرة الوراثية. وتتسبب هذه الطفرات في تغييرات في بروتينات السطح الفيروسية، وهي البروتينات التي يستخدمها الفيروس لاختراق الخلايا المستضيفة؛ ونتيجة لذلك تصبح مناعة الجسم ضد السلالات السابقة غير فعالة ضد السلالات المتغيرة الجديدة.
السلالات المتغيرة لفيروس الإنفلونزا يمكن أن تنشأ بعد تفشي عدوى جديدة أو تحور فيروسي في الحيوانات مثل الطيور والخنازير، وعندما يتم نقل هذه السلالات إلى البشر قد يحدث تفشّ جديد للإنفلونزا بسبب عدم وجود مناعة جماعية ضد هذه السلالات الجديدة لدى البشر.
من بين السلالات المتغيرة الشهيرة لفيروس الإنفلونزا هي سلالة H1N1 التي تسببت في وباء الإنفلونزا المكسيكية عام 2009. كما تشمل السلالات المتغيرة أيضًا سلالة H5N1 التي تنتقل من الطيور إلى البشر، وتُشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة.
يعد التحصين بواسطة لقاح الإنفلونزا هو الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من الإصابة بالإنفلونزا؛ حيث يتم تحديث اللقاح سنويًا لمواجهة السلالات المتغيرة. كما يتطلب التعامل مع السلالات المتغيرة الجديدة اهتمامًا كبيرًا من قبل المنظمات الصحية العالمية والسلطات الصحية المحلية للتعرف على هذه السلالات ومراقبتها واتخاذ التدابير اللازمة للسيطرة على انتشارها ومنع حدوث وباء جديد.
فلقاح الإنفلونزا الموسمية يعتبر أمرًا مهمًا بالنسبة للعاملين في الحج والعمرة وذلك لعدة أسباب:
1. الوقاية من الإنفلونزا: يساعد لقاح الإنفلونزا الموسمية في الوقاية من الإصابة بالنوع المعين من الإنفلونزا الذي ينتشر في الموسم الحالي. يمكن أن يكون الإنفلونزا مرضًا خطيرًا لبعض الأشخاص وخاصة لكبار السن والأشخاص ذوي الأمراض المزمنة، وقد يتسبب في مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة لا قدر الله. لذا فإن تلقي اللقاح يقلل من فرص الإصابة بالإنفلونزا ويحمي الأفراد والمجتمع بشكل عام.
2. الحفاظ على الصحة العامة: يعد الحج والعمرة فرصًا لتجمع كبير للناس من مختلف أنحاء العالم، وبما أن الإنفلونزا من الأمراض التنفسية المعدية التي تنتقل بسهولة فإن العاملين في الحج والعمرة والحجاج والمعتمرين قد يكونون عُرضة لخطر الإصابة ونقل العدوى بين بعضهم البعض. لذا يساعد تطعيم العاملين في الحج والعمرة بلقاح الإنفلونزا في الحد من انتشار العدوى، والمساهمة في الحفاظ على الصحة العامة خلال تلك الفترات المكثفة.
3. الحماية الذاتية: بالنسبة للعاملين في الحج والعمرة يُعتبر تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية إجراءً هامًا للحماية الذاتية. فالعاملون في هذه المجالات يكونون عُرضة للتعرض المستمر للعديد من الأشخاص، وقد يتعرضون لظروف صحية غير معتادة ومجهود بدني كبير. لذا يُساعد تلقي اللقاح في تعزيز جهاز المناعة وتقوية الحماية الشخصية للعاملين في هذه المجالات.
وبشكل عام توصى وزارة الصحة بمملكتنا الحبيبة بأن يتم تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية سنويًا؛ حيث يتم تحديث اللقاح سنويًا لمواجهة السلالات المتغيرة لفيروس الإنفلونزا، ويمكن الحصول على اللقاح من خلال مراكز الرعاية الصحية المختلفة او بالمستشفيات.
علمًا بأن وزارة الصحة تحرص على توفير لقاحات الإنفلونزا الموسمية بشكل سنوي تنفيذًا لتوجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- ورعاه وسمو سيدي ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- حيث الإنسان أولًا وذلك للحفاظ على صحة وسلامة ضيوف الرحمن وجميع العاملين من أبناء وبنات الوطن الذين يسهرون على خدمتهم والعناية بهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم بسلامة الله وحفظه.
#السعودية_العظمى
مطوف/ استشاري الفيروسات
رئيس وحدة الكائنات المعدية
مركز الملك فهد للبحوث الطبية
جامعة الملك عبد العزيز