قالها محمد صلوات ربي وسلامه عليه للشاعر/ حسان بن ثابت وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم:
(اللَّهُمَّ أيِّدْهُ برُوحِ القُدُسِ)، وكان يعلم وهو الصادق المصدوق ما للهجاء من تأثير في نفوس المشركين وإلحاق الهزيمة النفسية بهم، وأن من أشر الهزيمة على النفس البشرية أن يكون الإنسان مهزومًا من داخله دون عوامل خارجية تلحق به الهزيمة النفسية؛ لأن الهزيمة النفسية الداخلية التي تكون متأصلة في جذوره لأجيال متعاقبة تتوراثها جيل بعد جيل.
أدهى وأمر عليه من الهزيمة التي تأتي نتيجة عرض خارجي قد يزول نتيجة أي ظرف؛ فيعود إلى ما كان عليه من قوة نفسية ولكن الوضع هنا يختلف مع الذين يعلمون أنه لا دولة لهم ولا وطن مشتتين في الأرض يتيهون فيها دون قرار أو مستقر.
حتى قيام الساعة هذه حقيقة يعلمها بني صهيون، وهي حقيقة مستقرة راسخة في قلوبهم وعقولهم تشعرهم بالانهزامية الأبدية والخوف والجبن والذل، وأن الهزيمة النفسية المعنوية لأي دولة أو جيش أشد بكثير من الهزيمة في الميدان؛ لأن الهزيمة النفسية هي المقدمة العظيمة للهزيمة على أرض المعركة؛ وذلك أن الرعب الذي يدب في قلوبهم هو مفتاح النصرالخفي الذي لا يراه إلا المؤمنون المرابطون في الثغور ضد هؤلاء الشرذمة المهزومة في معنوياتها ونفسها المنهزمة الذليلة.
يقول صلى الله عليه وسلم:
(نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ)
.. الرعب جند من جنود الله ..
قال العلماء: إن لأمته نصيب من هذا، وليس خاصًا به ﷺ، وإنما له الحظ الأوفر منه، ولكن لأمته نصيب منه أيضًا، فيسلط الله الرعب على أعداء المسلمين إذا ثبت المسلمون، وعند ذلك لا ينفع الأعداء سلاحهم ولا قوتهم، وهزيمتهم الداخلية النفسية والله أنها تمكن المسلمين من رقاب أعدائهم أن صبروا وثبتوا على ما هم عليه من الحق كما هو الحال بفلسطين مع اليهود الغاصبين الذين نهايتهم قربت بإذن الله.
يحكي أحدهم في قصة عجوز بني صهيون وهي قصة مشهورة.. إنه كان لجدته ببغداد أيام النكبة جارة يهودية عجوز، يقول يوم نكبة فلسطين أذيع في المذياع عن نكبة فلسطين وقيام دولة إسرائيل، وإذا بالجارة اليهودية العجوز أخذت تصيح وتضرب خديها وتبكي وتندب حظها.. يقول وعندما سألتها جدتي عن سبب البكاء والعويل.. قالت: لقد قامت اليوم لليهود دولة.. يقول قالت لها جدتي لماذا البكاء والعويل المفروض أنك تفرحين هذا يوم فرح لكم لا حزن فيه.
نحن الذين نبكي ونحزن على ما نحن فيه من ضياع فلسطين من شعب فلسطين قالت لها العجوز اليهودية:
لا ليس هناك ما يدعو للفرح؛ فلقد ورد في كتبنا وهؤلاء لا يعلمون تقصد أصحاب المشروع الصهيوني
تقول إنهم جهلة لا يعلمون أنه ورد في كتبنا أنه إذا قامت لليهود دولة فلن تعمر أكثر من 74 سنة ثم يكون الدمار
هذه قصة اليهودية في بغداد وهي قصة مشهورة معروفة.
يا ترى ماقالته العجوز اليهودية في بغداد أيام النكبة من الذي يقوله اليوم من كبار الساسة والكتاب والعقلاء والمفكرين الإسرائيليين وبصوت عالٍ وأمام الجميع.
يقول الصحفي المشهور بالقناة العاشرة يارون لندن الذي ألف كتاب ودون به مذكراته
يقول في ختام كتابه:
إني أعد نفسي لمحادثة صعبة مع حفيدي
لأقنعه بأنه لم يعد لنا مستقبل في هذه البلاد
ثم يقول: أعلم أنه سيهاجمني كثيرون سيقولون بأن كلامك هذا سوف يؤثر على معنوياتنا ويحبطها
يقول هو ولكني سأجيبهم
أن نسبة بقائنا هنا 50% تعتبر جيدة جيدًا
وسأخبرهم أن هذه النسبة
تعتبر كبيرة جدًا بالنسبة للوضع الصعب الذي نعيشه
وكذلك ماذا قال افرايم هليفي
رئيس جهاز الموساد التاسع (السابق)
في يوم 2016/9/30
يوم جنازة شيمون بيريز
في صحيفة هآرتس
قال نحن بين يدي كارثة
إنه ظلام ما قبل الهاوية
إن هذه العقليات الإسرائيلية التي تعيش الحالة ومتصدرة المشهد تتحدث عن الوضع الذي يعيشونه ولكنهم لا يتكلمون إلا بعد تقاعدهم لأنهم قبل التقاعد محاسبون ولا يسمح لهم بأي تصريح أو حديث عن المشهد الذي يعيشون فيه.
في عام 2007 كتب رئيس الكنيست السابق أبراهام بورغ بن يوسف بورغ رئيس حزب (المفدال) (حزب المتدينين اليهود الوطنيين) ويوسف بورغ أبو أبراهام تميز بثقافة واسعة للغاية من حيث الاطّلاع والمعرفة.
أبراهام بن يوسف بورغ ألف كتاب اسمه أن تنتصر على هتلر ماذا يقول فيه:
يقول إني أنصح الشباب اليهودي الإسرائيلي أن كل من يستطيع وله جواز سفر لدولة أخرى؛ فليفعل وليسافر، والذي يقصده بهذا الكلام معروف أن هذه ليست بلدك التي تمكنك من العيش فيها ابحث لك على بلد آخر ربما تكون هي بلدك الجديد، وقد هاجمه في ذلك الوقت الكثير وكتبوا عنه الكثير؛ لأنه قال الحقيقة المرة وأنه بذلك يعطي روحًا معنوية سلبية فقال جملته المهمة:
عاهدت نفسي أن لا أكون إلا صادقًا
دعونا من هؤلاء كلهم
ماذا قال بنيامين نتنياهو
رئيس وزراء إسرائيل الحالي
الذي يرأس حزب الليكود
في شهر عشرة من عام 2017 في ندوة دينية في بيته في عيد العُرش، وبحسب التقاليد الدينية اليهودية، يعتبر عيد العُرش تذكارًا لتحرير موسى لليهود من عبودية فرعون، وعبورهم الصحراء من مصر نحو الأرض الموعودة، في رحلة استمرّت أربعين عامًا، كانوا يقيمون خلالها داخل خيم أو مظال.
قال بنيامين نتنياهو: إني أعمل ليل ونهار لتبقى إسرائيل قوية؛ حتى نحتفل بعيد ميلادها المئة ولكن التاريخ يخبرنا أنه لم تقم لليهود يومًا دولة فعمرت أكثر من ثمانين سنة، ويقصد بذلك دولة “المكابيون”.
المكابيون(بالعبرية: مكابيم أو مقابيم) مجموعة من المحاربين المتمردين اليهود الذين سيطروا على يهودا، والتي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية السلوقية.
نتيناهو الذي يفعل كل ما يفعله الآن ويخطط لكل هذه الجرائم ضد المسلمين بفلسطين، ومع كل هذه القناعات.
هو يعلم أن هناك أمرًا غير عادي سيحدث لهم وأنهم إلى زوال، ولكنه يبذل قصار جهده لتبقى إسرائيل أطول فترة ممكنة؛
فهل بعد هذا الذل والهوان والرعب الذي يعيشون فيه حياة؟!
هذه حقيقة غائبة أو مغيبة بالأصح
وليست مخدومة بالشكل المطلوب في وسائل الإعلام العالمية المسيطر عليها من اللوبي الصهيوني .
وهنا يكمن دور الأحرار في نشرها على اوسع نطاق
شكراً لقلمك الحر ابا مشاري