بقيت غزة صوت الحرية في هذا القرن الذي لم يخضع للظلم والعدوان في عالم اليوم حين يُحاصرها الإجرام العالمي من جميع الاتجاهات من الجو والبحر والبر؛ من أجل تدمير بقايا من حرية إنسان تنشد الأمن والسلام في وطنها المحتل منذ خمسة وسبعين عامًا مع اضطهاد أممي بقيادة دول عظمى تمنع قرارات الأمم المتحدة في حرية شعب، وتحاصره في أكبر معتقل للحرية؛ لأنها تدافع عن حرية وطن محتل وتقاوم الاضطهاد الذي يُمارس نظامًا عنصريًا لا دين له إلا القتل والتدمير فإن اليهود الحقيقيين يرفضونه أيضًا وليس المسلمون والنصارى فحسب وبقية الطوائف الذي يحترمون حقوق الإنسان، ويعيشون في سلم وأمن منذ زمن بعيد حتى جاءتهم منظمات إجرامية، احتلت التعايش السلمي قبل الأرض في مدينة القدس، وما حولها من مدن كانت عامرة بالإنسانية التي تمثل أنبل العلاقات الإنسانية في التاريخ الإنساني قبل ظهور هذا الكيان العنصري الذي مزق الروابط الإنسانية، وجعل منها مدنًا للحرب بدلًا من السلام فلقد كانت غزة صوت حرية إنسان باقي من تلك المدن بما فيها من مسلمين ونصارى متحدين ضد هذا الظلم والعدوان، وكذلك كل الأحرار في هذا العالم الفسيح يقفون صفًا واحدًا مع شعب لم يعد يحتمل هذا العدوان والظلم من هياكل بشرية خاوية من كل معاني الإنسانية، تخالف تعاليم
نبي الله إسرائيل عليه السلام؛ فمازالت الحرية محاصرة في القرن الواحد والعشرين، ومازال العالم يتعلم من دروس الأحرار في قيمة عالية من قيم الإنسانية كشفت عظمة وحقيقة شعب مناضل من أجل استقلال وطن محتل من استعمار قرن قد مضى بما فيه من ظلم وعدوان.