المقالات

بايدن والحديث عن السلام

لبايدن أن يتحدث كما يشاء بلسان الغالب والقوي والمتغطرس، ويدَّعي نشر رسالة أمريكا الملائكية التي نشرت السلام والعدل والحب والوئام كما يزعم كذبًا وزورًا، دون أن يتذكر جرائم أمريكا في فيتنام وأفغانستان والعراق، ومآسي الفلسطينيين الذين يقتلون بدم بارد برصاص الأسلحة الأمريكية.. إلخ، والكل يعلم أن بوتين (الديكتاتور الغبي) ما كان ليقع في الفخ النيتوي لولا استدراج الغرب له باحتلال شبه جزيرة القرم، وظن غرورًا أن احتلال أوكرانيا لا تأخذ إلا وقتًا محدودًا ولا سيما حين تركوا له الحبل على الغارب بتدمير سوريا وتهجير شعبها نصرة لعبث إيران ومشروعها الكارثي في سوريا، وأمريكا كما يبدو من المساعدات الهائلة بمئات المليارات لأوكرانيا عازمة على تركيع الدب الروسي الجريح والمترنح الذي لن يخرج من ورطته دون أن يجر أذيال الهزيمة الماحقة، وقد بيتت له أمريكا العزم بتقليم أظافر الدب الروسي بكل المعايير، ويزعم بايدن أن تدخله في أوكرانيا من أجل السلم العالمي ومن يصدقه؟؟!! وهو يشدد الخناق على دولة نووية لا يمر يوم دون استعراض لقوتها النووية الهائلة والمدمرة، بينما تُدمر أسلحته غزة بأضعاف مضاعفة مما أصاب أوكرانيا من الغزو الروسي، ولا يحرك ساكنًا تجاه المأساة الفلسطينية، لا بل يحشد أساطيله لدعم الكيان الصهيوني الغاشم، ومن ورائه زعماء النيتو الذين يتقاطرون تباعًا إلى تل أبيب لإعلان الولاء والتأييد المطلق للكيان الصهيوني بمباركة تدمير غزة، فهل يعقل أن الدافع لذلك هو صندوق الانتخابات؟؟!! بينما نرى المظاهرات العارمة ضد جرائم الكيان الصهيوني تخترق العواصم الأوروبية، والحق أن وراء الأكمة ما وراءها، فقواعد اللعبة السياسية تجاه العرب والمسلمين في أمريكا والغرب تستند إلى عدد من النظريات والثوابت العقدية والتاريخية والسياسية.. إلخ.
وخلاصتها النظر إلى العرب والمسلمين بروح صليبية ساخطة وصهيونية ناقمة؛ ولنتذكر مقولة بوش الصغير غداة غزو العراق (إنها حرب صليبية)، والذي يهمنا فهمه وتحليله ووضعه في ضوء مزاعم بايدن المضللة والكاذبة، وضع النقاط على الحروف في مساره الصحيح دون تهويل أو مبالغة، وهذا ما نرجوه من كتابنا والمحللين العرب والذين هضموا ماهية الصراع مع الكيان الصهيوني الجاثم على أرض فلسطين منذ أكثر من ٧٠ عامًا، وليس من شك أن العرب يمرون باختبار صعب جدًا تجاه الحالة في غزة؛ وبناء على فشل العرب في إيقاف المد الكارثي لإيران في أربع دول عربية فهم في مواجهة الكيان الصهيوني أضعف وأعجز …..
والسؤال:
هل ثمة آفاق جديدة للأمل تخرج من غزة؟! أم سيبقى الإصرار الأمريكي والغربي على إذلال العرب وتهميش قضاياهم؟!
ام أن أحداث غزة وما تسفر عنه من معطيات، تعطينا قراءة جديدة بغير ما ألفناه وحفظناه؟؟؟
أرجو ذلك، وإن غدًا لناظريه قريب !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى