لم تكن مبالغة بقدر ماهي توصيف للواقع وشرح للحقيقة، ولعل ما حققناه ونسعى له كفيل بأن يصنع من هذه الأرض منارة استثناء في شتى المجالات.
المملكة لا تستعد أن تكون منارةً للعلم أو مركزاً اقتصادياً بارزاً في المنطقة، أو مزاراً ثقافياً ووجهة سياحية ترفيهية عابرة فحسب، بل تسعى لترتب خارطة الأحلام وتعيد تسمية المستقبل بما يمكّنها من أن تكون كوكباً درياً نابضاً في قلب العالم، والذي تسعى لرسمه منذ أُعلنت (رؤية السعودية 2030) في الخامس من أبريل 2016.
المملكة العربية السعودية الرحبة بمقدساتها الدينية، وتراثها العريق، وجغرافيتها المتنوعة، ومناخاتها المتعددة، وما تحمله من تاريخ نتنفس عبقه ونتدارس محطاته، وما يبعثه من تراتيل أصيلة تنساب تارة خلف البحر من ضفاف ضبا الثلجية مروراً بينبع وجدة حتى جازان، و توهج مثير من أعلى قمم السودة إلى قيعان تهامة. ليتجلى سحرها في شطأن ساحلها الشرقي ونسمات الشتاء في نجد المجد.
حرصت المملكة منذ انطلاق رؤيتها الطموحة على نفض الغبار عن تلك المقدرات واستظهار الألق المتناثر على أراضيها، وتحليلة باحترافية تفوق التوقعات، وبذلك يمكن أن تحيي تلك الممكنات التي خصنا الله بها وأكرمنا.
من مشروع البحر الأحمر الذي يضم 50 جزيرة طبيعة متلألئة إلى (نيوم) المعجزة مدينة المستقبل الباهر والتكنلوجيا التي تسابق العصر ثم القدية التي تضم مزيج من الثقافة والمعرفة والترفيه مرورا بمشاريع عسير التي توجه العالم نحو تلك الغيمة السابحة في الأفق.
ومشروع وادي أبها الذي يعد كرنفالاً إبداعياً يضم وجهات تراثية موغلة في ذاكرة المكان بجمالها الاستثنائي وعراقتها الثقافية الأخاذة، والتي تمنعت عسير أن تشبه غيرها.
قد نتشارك في هذه الأرض مع غيرنا في بعض المعطيات أو في قريب منها إلا أن خصيصة القبلة وذلك الحرمين وبعدها الديني تبقينا قبلة لاكثر من مليار مسلم، وهذا مالا ينبغي لغيرها، وتستهدف بحلول عام 2030 أن تستقبل هذه البلاد ثلاثة أضعاف ما تستقبله اليوم من حجاج ومعتمرين.
المملكة تتجه أن تصنع قيمتها الحقيقة التي يجب أن يعرفها عنها العالم وأن تستثمر طاقتها ومدخراتها الطبيعية والجغرافية والسياسية لتصبح الأرض التي تمثل طموحاً لهذا العالم.
اختم بما قاله سمو ولي العهد : “المملكة هي أعظم قصة نجاح في القرن 21”
0