المُتتبع لمسيرة نادي الاتحاد عميد الأندية السعودية ومنذ نهاية الموسم الرياضي الماضي، وبعد تحقيق النادي بطولتي الدوري وكأس السوبر، وبعد الأفراح الاتحادية التي شملت جميع الدول العربية لدى محبي هذا النادي التسعيني الكبير.
توالت على هذا النادي العديد من المشاكل، والتي ظهرت بوادرها بعد بداية البطولة العربية التي لعب مبارياتها في الطائف، والتي خرج فيها مدرب الفريق “نونو سانتو” بعد أكثر من مباراة مطالبًا بالتعاقد مع لاعبين في مراكز معينة، وما صاحبها من إحباط جماهيري كبير بعد تعشيم الجماهيرالاتحادية بالتعاقد مع اللاعب “محمد صلاح” والضجة الإعلامية الكبيرة التي صاحبت هذا الخبر حتى وصل صداها أصقاع الأرض.
ثم بعد ذلك توالت الانتكاسات على الفريق مع بداية الدوري وخروج رئيس النادي بتصاريح تصادمية مع جماهير النادي، أدت إلى تفاقم الفجوة بين الجماهير والنادي ومع مرور الوقت، ولعب العديد من المباريات شاهدنا المستويات المتدنية للفريق مع أخطاء كبيرة للمدرب في بعض المباريات، ساهمت في نزيف نقاط الدوري والتراجع عن المنافسة مع استهتار بعض اللاعبين ورعونتهم في أداء أدوارهم داخل الملعب، وفيما يبدو أن الفريق يفتقد إلى قائد داخل غرفة الملابس يُجيد التعامل مع نفسيات اللاعبين، وانتشالهم من حالة الضغوط التي يعيشونها.
كما أننا لا ننكر أن الفريق تعرض لضغوط جماهيرية كبيرة من قبل محبيه خلال الفترة الماضية بسبب ضياع الكثير من النقاط في الدوري؛ خاصة بعض اللاعبين الذين أهدروا العديد من الفرص أمام المرمى، والتي كان بإمكانها إحداث فارق نقطي لصالح الفريق؛ مما جعلهم تحت الضغط الجماهيري الكبير والذي بدأ تأثيره عليهم داخل الملعب.
لذلك يجب على إدارة شركة الاتحاد بحُلتها الجديدة، وبعد إشراف صندوق الاستثمارات عليها أن تتخذ قرارات حازمة وصارمة تنتشل الفريق من وحل التخبطات التي يعاني منها الفريق؛ خاصة والنادي مقبل على بطولة كأس العالم للأندية، والتي يستضيفها النادي ويجب أن يظهر الفريق فيها بمظهر مشرف للكرة السعودية، ويستطيع من خلالها أن يمثل المملكة العربية السعودية أفضل تمثيل لينقل الصورة التي يتمناها كل سعودي غيور عن رياضته. أما الوضع الراهن للفريق لا ينبئ بنتائج إيجابية أو مستويات مطمئنة للنادي وجماهيره وصانعي القرار الرياضي بالدولة؛ خاصة ونحن نرى مطالبات جماهيرية كبيرة بتعديل حال الفريق، والتي لم تلقَ آذانًا صاغية؛ مما أدى إلى عزوف جماهيري عن حضور مباريات الفريق، وهذا ما لا نتمناه خاصة في البطولة العالمية؛ لأن جمهور الاتحاد دائمًا هو من يُمثل الجماهير الرياضية السعودية في الحضور والأداء والتأثير داخل المدرجات؛ مما ينقل صورة رائعة عن الجماهير السعودية، وحبها وشغفها لكرة القدم.
لذلك نتمنى أن يتدخل صندوق الاستثمارات ممثلًا في شركة الاتحاد ومجلس إدارتها لإعادة الفريق لسابق عهده وترتيب أوراقه، ومعالجة أخطائه حسب ما يراه القائمون على النادي؛ ليخرج الفريق بحُلة جديدة تُعيد للعميد وهجه وروحه ومستوياته المعهودة.
0