تأتي الأزمات والشدائد؛ ليظهر فيها العظماء الأوفياء الثابتون على الحق عكس الخونة الجبناء.
جاءت قضية فلسطين؛ ليتخذ منها المسلمون دروسًا في حياتهم؛ وذلك أنها قضية إنسانية إضافة إلى أنها ترتبط بدينهم الحنيف.
ولقد أثبت لنا التاريخ منذ بداية أزمة فلسطين مع إسرائيل أن الكثير من الجهود العربية والإسلامية والدولية تم بذلها لإيجاد حل سلمي للأزمة لكن باءت بالفشل، وذلك بوجود نوايا خارجية سيئة للغاية تقف ضد نجاح العملية السياسية.
وهذا الأمر شكَّل خطرًا كبيرًا منذ زمن طويل إلى يومنا هذا، والفلسطينيون أنفسهم لم يستطيعوا بأنفسهم التفكر في التخلي عن التدخل الخارجي والاهتمام بمصلحتهم.
ولو رجعنا إلى الوراء قليلًا نجد أن الإسلام اتخذه عدد من التنظيمات لا علاقة لهم به لتغليب الرأي العام في تحقيق مصالحها الإرهابية التدميرية، وتوسعت دائرتها ولا سيما منذ مجيء الخميني في إيران بثورته المجوسية التي حمل فيها النزعة الفارسية لإعادة الناس إلى المجوسية الفارسية التي أزالها الإسلام.
لقد استطاعت إيران أن تأخذ القضية الفلسطينية لعبة لتلعب بالمسلمين على أنها هي من تقف وراء القضية الفلسطينية؛ وذلك باختراع فصائل: حماس في فلسطين وفيلق القدس في إيران والحشد الشعبي في العراق وحزب الشيطان في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن وغيرها، وهي أدوات في يد إيران لزعزعة الأمن والاستقرار في العالم، هذه الأدوات تحركها متى ما شعرت هي بالخطر، حتى ينشغل محيطها بالحدث، ويقوم شعبها بالالتفاف حولها ويساندها.
وإيران تدعي العملية العسكرية كذبًا كلما اقتربت العملية السياسية على أيدي المصلحين صانعي السلام.
ولم تأتِ أحداث غزة الأخيرة إلا بتآمر إيراني لإفشال المبادرة السعودية لصالح القضية الفلسطينية التي تقدم بها القائد الملهم والسياسي المحنك حامل راية الإصلاح، ومحاربة الفساد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-.
والمقارنة الحقيقية بين المملكة العربية السعودية وإيران في الدفاع عن فلسطين يتبين لنا أن إيران ليس لها دور إيجابي في فلسطين بل كل المصائب التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ مجيء الخميني ١٩٧٩م إلى اليوم كلها من مؤمرات إيران لتفكيك الوحدة الإسلامية من خلال فلسطين تلك البقعة المباركة التي تضم المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن ايران تملك مليشيات إرهابية تقوم بنشر مفهوم نظام ولاية الفقيه للالتفاف حوله والركوع والسجود له، وبينما تقف إيران ضد القضية الفلسطينية يتبين الموقف السعودي في دعمها حسيًا ومعنويًا منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه- إلى هذا العهد الميمون مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
السعودية هي الداعم الأول في العالم للقضية الفلسطينية بمبلغ يتجاوز حجم دعم الدول العربية مجتمعة من الخليج إلى المحيط، وتأتي بعد السعودية دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة ثم أمريكا ثم الدول العربية ودول العالم؛ حيث وصل الدعم بين عامي 94 و2021 فقط أكثر من 3 مليارات و460 مليون دولار.
المملكة العربية السعودية ليست مملكة عصابات إرهابية بل هي مملكة الإنسانية والوقوف مع القضايا الإنسانية العادلة وأعظمها القضية الفلسطينية.
آن الأوان للفلسطينيين أن يعلموا أن الحرب الأخيرة في غزة إنما أتت لتدمير فلسطين كليًا من خلال توجيهات إيران؛ لإبطال المبادرة السعودية التي هي في صالح الفلسطينيين.
ستظل السعودية في دعم السلام من خلال العملية السياسية، بينما إيران في مستنقع الإرهاب والتطرف بالمليشيات.
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا