تتمثَّل أهمية البحث العلمي في الفوائد الكبيرة لنتائجه كأداة معرفية تُساهم في تحسين جودة الحياة، وتعزيز الاقتصاد، ودعم التطوير، وخلق الوظائف، مما ينعكس بشكل إيجابي على الأمم والحضارة الإنسانية.
يُتابع الكثير من العلماء البحوث العلمية بأمانة؛ غير أن المجال العلمي ليس بعيدًا عن عالم التزوير، ولم يخلُ يومًا من النصابين، والتزوير العلمي هو أخطر ما قد واجه العلم يومًا، والبعض من العلماء يقوم بتزوير الأبحاث العلمية لعدة أسباب غير شريفة- والكلام للمتخصصين في مجال الاحتيال العلمي- منها الأدلة المزيفة، وتضارب المصالح، والانتحال، والمال، والشهرة.
لكن المؤسسات العلمية تقف بالمرصاد للتزوير العلمي، وهناك العديد من القواعد العلمية لقبول أي اكتشاف أو اختراع جديد، وتُعتبر مؤسسة “نوبل” من أكبر المؤسسات التي لا تقبل أي اكتشاف علمي إلا بعد التأكد التام منه مما جعلها تحظى بمصداقية عالية في مجال الأبحاث العلمية.
وهناك الكثير من حالات التزوير العلمي التي تم إثباتها ومقاضاة من قام بنشرها خلال الأربعة عقود الماضية، من أبرز هذه الحالات الموثقة:
في عام 1726م، لم يستطع الطبيب “جون هارود”، تصديق عينه من الصدمة من حالة التوليد التي قام بها لامرأة حامل تُدعى “ماري توفت”، ولدت أرانب ميتة، لم يكن للأمر تفسير منطقي وأصبح اكتشافًا علميًا غير معهود، اعترفت “ماري” في الأخير أنها بغرض الحصول على الشهرة أدخلت بنفسها أرانب إلى رحمها.
في عام 1974م، استقال الباحث في مركز “ميموريال سلونكيتيرنغ” لأبحاث السرطان في نيويورك الدكتور “وليام سمرلين”، بعد اعترافه بتزوير تجربة على رد فعل جهاز المناعة للأنسجة الأجنبية، فقد قام برسم نقطة سوداء على فأر أبيض زاعمًا أنها نسيج زرع بنجاح من فأر أسود اللون.
في عام 1998م، صُدر حكم قضائي بحبس الباحث في ميدان علم النفس الأستاذ في جامعة بيتسبرغ “ستيفن بروننغ”، بعد ثبوت تهمة تزوير في بحث قام به لاكتشاف دواء لعلاج مخصص للأطفال المتخلفين عقليًا.
في عام 2004م، استقال الباحث الأمريكي “علي سلطان” الفائز بالجائزة الدولية لأبحاث الملاريا من عمله في كلية هارفرد للصحة العامة، بعدما وجهت له المحكمة تهمة سرقة حقوق نشر نصوص والتلاعب بالمعلومات عندما غيَّر نتائج أبحاث نوع من الملاريا مع نوع آخر، مستخدمًا منحة حكومية خصصت لأبحاث مرض الملاريا.
في عام 2005م، صدر حكم قضائي في أمريكا بسجن عالم التغذية “إيريك بولمان” الأستاذ في كلية الطب بجامعة فيرمونت التي تعد واحدة من أقدم الجامعات البحثية الأمريكية تأسست عام 1791م، بتهمة التلاعب بمنحة حكومية قيمتها 542 ألف دولار خُصصت لدراسة قام بها عن أمراض الشيخوخة.
وفي عام 2015م، وجهت محكمة أمريكية تهمة إساءة التصرف بمنح الحكومة المالية للطبيب “غاري كامر” أستاذ الروماتيزم والباحث في مجال أبحاث جهاز المناعة في جامعة “ويك فوريست”، وأجبر الطبيب على تقديم استقالته من عمله، ومنعت المحكمة بسببها تقديم المنح الحكومية لأبحاثه لمدة ثلاثة أعوام.
0