الجزء الأوَّل:
المصلحون دائمًا جهودهم مشهورة، وأعمالهم مباركة، يشعرون بالمسؤولية فيقومون بالواجب بصدق وأمانة.
والإسلام جعل الله له أنصارًا بعد رسله عليهم الصلاة والسلام، تكفل الله بنصرتهم وتأييدهم قال سبحانه وتعالى:
﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾ (غافر: ٥١)
فهذه الآية وغيرها كثيرة كلها تؤكد لنا نصرة الله لرسله ولعباده المؤمنين.
فلما فهم العلماء دورهم في أداء واجبهم نحو توجيه الناس وإرشادهم إلى طريق الحق، قاموا بذلك ابتغاء مرضاة الله.
وعندما نتحدث عن العلماء نجد أن المملكة العربية السعودية قبلتنا جميعًا اهتمت بالعلم اهتمامًا كبيرًا، فتنوعت المؤسسات العلمية والثقافية، فبرز من بينها العلماء الذين يحملون راية الإصلاح، ومحاربة الفساد من خلال منهج السلف الصالح، ذلك المنهج الذي اعتمد على الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب على مر العصور والأيام.
قامت المملكة العربية السعودية بخدمة عظيمة للإسلام والمسلمين؛ لأنها تضم الحرمين الشريفين، مهبط الوحي ومنبع الرسالة ومأوى أفئدة المؤمنين، وهي دعم المؤسسات والهيئات الإسلامية المختلفة وإسناد أمرها إلى العلماء الأكفاء الحكماء الذين يجمعون بين الرواية والدراية.
وأعظم مؤسسة إسلامية في المملكة العربية السعودية وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد؛ لأنها هي المكلفة بتبليغ رسالة الإسلام رسميًا داخل المملكة وإيصال رسالة المملكة العربية السعودية إلى العالم الإسلامي وغير الإسلامي؛ لأن الإسلام رحمة للعالمين.
وهذه الوزارة العظيمة نجدها اليوم تحت رعاية معالي الوزير الدكتور الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله-.
ونظرًا لانتشار الفوضى في أداء رسالة الإسلام واشتعال نار التطرف والإرهاب، قام الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- بإنشاء وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في عام ١٤١٤هـ.
وقطعت الوزارة شوطًا كبيرًا في خدمة الإسلام من حيث إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وتنظيم المسابقات المحلية والدولية لحفظ كتاب الله وتلاوته وتجويده، والسنة المطهرة، إلى جانب الدعوة إلى الله في الداخل والخارج، والإشراف على المراكز الإسلامية ومساعدة الأقليات والجاليات الإسلامية، والتنسيق مع الهيئات الإسلامية، ودعم الجامعات والمعاهد الإسلامية في الخارج، وإبراز جهود المملكة العربية السعودية في دعم العمل الإسلامي.
وبعد مجيء معالي الدكتور الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ لتولي منصب وزير الشؤون الاسلامية نظر إلى هذه الجهود المباركة التي هي من المنهج السعودي المنبثق من الكتاب والسنة، ولكنه لم يكتفِ بذلك؛ لأن الواقع يفرض على المسلمين العودة إلى الوراء؛ لتصحيح أوضاعهم الفكرية لأن هناك مفاهيم مغلوطة جعلت البعض ينظر إلى هذا الدين الإسلامي الحنيف بعين الكراهية والحقدمع أن الإسلام رحمة للعالمين.
فشمَّر معالي الوزير- حفظه الله – عن ساعد الجد والاجتهاد للعمل بما أوتي من حكمة ورواية ودراية بتصحيح تلك المفاهيم ببرامج وأنشطة متنوعة.
لقد أدرك -حفظه الله- المسؤولية التي تحملّها من القيادة السعودية الحكيمة التي تُمثل ريادة التضامن الإسلامي، وقام بجولات عالمية لتقديم رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- إلى العالم، وهي رسالة واضحة على أن الإسلام يحترم الإنسانية التي جاءت الأديان السماوية لتأكيد ذلك وهو نهج المملكة العربية السعودية التي جعلت الإسلام منهجًا لها في حياتها.
والوزير -حفظه الله- يُتابع باهتمام بالغ البرامج والمشاريع على عين المكان دون تقصير في ذلك، ولا يشعر بملل أو إرهاق، ورأينا ذلك من خلال برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج فدائمًا يكون مرافقًا للضيوف، ويجلس معهم ليعرف أحوالهم.
ومن الجدير بالذكر سبق لمعاليه أن كان رئيسًا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأصلح الجهاز كله، وكان ذلك تمهيدًا له من أن تسند إليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
والعلماء العاملون يتعرضون لفتن في حياتهم العملية والشيح عبد اللطيف ليس بعيدًا عن ذلك، فهناك السفهاء والمرتزقة باسم الدين الإسلامي الحنيف، والذين كانوا يتاجرون به للحصول على مصالحهم الشخصية فلا بد من أن يقفوا ضده بالتجريح والإساءة إليه، وهذا لا ينقص من قدره شيء، فهو الفقيه المرشد المصلح الذي يلتزم بالتواضع مع الكل، وهذا ليس بغريب فهو من أحفاد الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- الذي أعاد الناس إلى حقيقة العبودية لله.
و-بإذن الله- في كل جزء سوف أضع في آخره بعض مقاطع فيديو لمشاهدة المنصفين الذين يتحدثون عن دور معالي الوزير عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ في خدمة الاسلام والمسلمين.
وللحديث بقية -بإذن الله-…
– إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا