المقالات

تفسير الظواهر البشرية

تتشابك منظومة من العلوم الإنسانية وخصوصًا علم الأنثروبولوجيا وعلم النفس التطوري؛ لفهم وتفسير الظواهر البشرية الشائعة مثل ظاهرة التكامل في الجهد والتعاون بين الأفراد من أجل تحقيق هدفٍ مشترك، ويقابل ظاهرة التعاون داخل المجموعة ظاهرة الصراع مع مجموعات أخرى منافسة.
إن وجود جماعات ما تزال تعيش على الصيد والالتقاط قد أتاح للدارسين فهم الكثير من الظواهر البشرية داخل المجتمعات المتحضرة؛ حيث يجري البحث داخل المجتمعات التي ما تزال بدائية عن الأصل العميق لكل الظواهر البشرية.
خمسة مجتمعات ما تزال حياتها تعتمد على الصيد والتقاط الثمار من تحت الأرض أو القطف من الأشجار المثمرة هذه المجتمعات هي:
– مجتمع الآش في بارغواي بأمريكا الجنوبية.
– مجتمع الهادزا في سافانا أفريقيا الشرقية.
– مجتمع الكونج من بوتسوانا وناميبيا.
– مجتمع اللاماليرا من جزيرة لمباتيا في أندونيسيا.
– مجتمع المريام في استراليا.
من الظواهر التي تميز بين الرجال والنساء أن النساء أقدر على الانتباه وتمييز الأشياء ضمن مكان محصور؛ فأنت قد تفتح الثلاجة ولا ترى ما تبحث عنه وحين تسأل زوجتك تراه بسرعة، ومقابل هذا التميُّز في التدقيق المكاني؛ فإن الرجال يتفوقون في معرفة الاتجاهات وإطلاق البصر في الأُفُق البعيد، وتحديد الطريق ضمن مسافات بعيدة؛ فالرجل الصياد يقطع مسافات طويلة في البحث والمطارة ويعود لمكان سكنه دون صعوبة؛ لأن قدراته نمت في هذا الاتجاه بينما نمت قدرات النساء في النظر إلى الأرض ضمن حيز محدود، والبحث عن الثمار الأرضية أو الفواكه أو الجذور الصالحة للأكل.
كان الغالب على عمل النساء هو البحث عن الثمار والتقاطها وجمعها بينما كان الغالب على الرجال هو الصيد سواء من البر، ومتابعة الفرائس أو اصطياد السمك من البحر.
إن الكثير من الظواهر البشرية هي عمليات تكيُّف لما كانت تجري ممارسته خلال أزمان سرمدية سابقة للحضارة.
ولكن حين تكاثر البشر لم يعد الصيد والالتقاط كافيين لإطعام العدد الكبير؛ فجرى ابتكار الزراعة كما جرى استئناس الحيوانات؛ فأصبح القمح والحليب هما الغذاء الرئيسيان ولأن فترة استخدام القمح والحليب هي فترة قصيرة جدًا قياسًا بالزمن السرمدي السابق؛ فإن الكثير من الناس يواجهون حاليًا صعوبة في هضم منتجات القمح وكذلك في هضم الحليب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى