تواصل وزارة النقل والخدمات اللوجيستية تعضيد خططها الطموحة كشريك أساسي وحيوي يُساهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030؛ حيث تضافر الجهود بين الوزارة والرؤية في مسار واحد؛ بهدف تحويل المملكة إلى مركز لوجيستي عالمي وقوة صناعية رائدة، وكذلك الارتقاء بجودة الحياة في المدن السعودية.
لقد استعدت الوزارة لهذه اللحظة الفارقة منذ وقت طويل، فقد وضعت الخطط والمشاريع والبرامج، ضمن استراتيحية متكاملة، تهدف إلى ترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجيستي عالمي يربط بين ثلاث قارات، انطلاقًا من استغلال موقعها الجغرافي الفريد، الذي يُمكنها من لعب دور فاعل على الساحة العالمية في مجالات الصناعة والنقل والسياحة والارتباط بالأسواق الدولية.
إنّ نظرة فاحصة للطموحات التي يُعلن عنها المسؤولون بوزارة النقل، ستكون كافية لإدراك مدى الالتزام بالخطط المرسومة بعناية؛ لتحقيق وزارة النقل لدورها في مستهدفات رؤية 2030؛ فالأرقام التي أعلنها معالي وزير النقل والخدمات اللوجيستية المهندس صالح جاسر مؤخرًا، ترسخ هذه الحقيقة، فوزارة النقل تستهدف زيادة عدد الحجاج والمعتمرين إلى 30 مليونًا، والسياح إلى أكثر من 100 مليون في كل عام، مع خطط مبتكرة لتوفير جودة الحياة وترابط الخدمات مع الأفراد.
كما تستهدف المملكة تخصيص مبلغ 1.6 تريليون ريال سعودي خلال 10 سنوات كاستثمارات من خلال شراكات مع القطاع الخاص وعدد من الدول، وهذا دلالة كبرى على مدى تجاوز الطموحات السعودية سياق المحليّة، إلى آفاق العالمية، ما يُقربنا أكثر من حلمنا الطموح، أن تكون المملكة واحدة من أهم المراكز اللوجيستية العالمية وقوة صناعية كبرى.
لقد وضع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين حجر الزاوية في هذه الاستراتيجية الطموحة، يوم أطلق الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية في صيف عام 2021 كأحد منطلقات دعم مسيرة التنمية الشاملة، عبر حزمة مشروعات كبرى، ونماذج حوكمة فاعلة تُعزز العمل المؤسسي، وتطبيق أنظمة تشغيل متطورة، فضلًا عن تعزيز الشراكات بين المنظومة الحكومية والقطاع الخاص. والذي أكده في مرحلة لاحقة إطلاق ولي العهد أيضًا المخطط العام للمراكز اللوجيستية الذي يضم 59 مركزًا لوجيستيًّا، على مساحة تبلغ (110) ملايين متر مربع، بكل ما يشمله المشروع من فرص وآفاق.
في خضم هذه المسيرة تأتي الإشارات التي تطبع دلالتها الدامغة على أن الجميع يسير في الاتجاه الصحيح؛ إذ يشهد قطاع النقل نموًا غير مسبوق، وهو ما تؤكده المؤشرات العالمية ومنها تقدم المملكة 17 مرتبة على مؤشر الأداء اللوجيستي الذي أصدره البنك الدولي في الربع الأول من العام الجاري، وحصلت المملكة على المرتبة 38 بعدما كانت في المرتبة 55 في عام 2018.
إلى هذا قفزت المملكة 8 مراتب دولية في مناولة أعداد الحاويات وفق تصنيف 2023 LLOYD’S LIST العالمي لكميات مناولة الحاويات، لأكبر 100 ميناء بالعالم، كما رفعت المملكة قدراتها في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير الأونكتاد للربع الثالث 2023م، الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، وكذلك شهد مجال النقل الجوي ارتفاعًا بارزًا في الحركة الجوية ومعدلات الركاب ونمو أعمال الشحن الجوي، خلال النصف الأول من العام.
كل هذه الخطط ثم الإنجازات ومؤشرات التقدم، تجعلنا فخورين بكل ما تحقق في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله-، متطلعين إلى مكانة تليق بالوطن وقادته وشعبه الطموح عالي الهمة، وكلنا ثقة بكوادرنا التي تقوم المسيرة وفق رؤية المملكة 2030.