المقالات

فلسطين القلب المُثخن بجراح أهله

صوتت الأمم المتحدة على قرار تقسيم فلسطين في عام 1947م، وبعدها بعام غادر البريطانيون فلسطين، لكن للأسف بعد أن زرعوا دولة إسرائيل الصهيونية، ورغم أنها دولة منبوذة لدى كثير من دول العالم وشعوبها، ومنهم كثير من اليهود الذين لا يؤمنون بوجود وطنٍ لهم، إلا أن الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا وفرنسا دعمت إسرائيل لضمان بقائها وتفوقها عسكريًا في كافة الحروب التي خاضتها مع العرب لمصالح عدة تتعلق بها وبنفوذها في الخارج، ولكن في المقابل فإن من أهم أسباب الضعف لدى الفلسطينيين يعود إلى تعدد المنظمات والفصائل الفلسطينية والقيادات التابعة لها في الداخل والخارج، واختلاف أيديولوجيات وجودها وأهداف الداعمين لها، والتي بالتأكيد تلعب دورًا جوهريًا في ذلك التفوق لمصلحة الكيان الصهيوني، حتى أصبحت القضية الفلسطينية متجرًا للمكاسب السياسية والمادية لدول عدة، فإيران الفارسية مثلًا ترفع شعار “تحرير فلسطين والموت لإسرائيل” في كافة الحروب التي تخوضها مليشياتها في الوطن العربي تخريبًا وتدميرًا، وهي التي لم يُسجل لها التاريخ دخول مواجهة حقيقية مع إسرائيل ولو ليومٍ واحد، ولم يسبق وأن سمعنا بموت إيرانيٍ واحدٍ على أرض فلسطين، وللأسف فإن القضية الفلسطينية أصبحت كذلك تجارة يُديرها رموز من الفصائل الفلسطينية للتكسُّب المادي في الداخل والخارج، وليس على المهتم بهذا الشأن إلا متابعة ما يُنشر هنا وهناك من تضخم ثروات بعض القيادات الفلسطينية لينضموا إلى نادي المليارديرات في وقت يعيش فيه معظم الشعب الفلسطيني تحت خط الفقر والجوع والتشرد.
ومع أن القضية الفلسطينية قضية عادلة تُديرها قيادات غير موفقة في توحيد صفوفها وانتمائها وصلاح كل قياداتها، إلا أن الشعب الفلسطيني وما يُعانيه من مآسٍ يبقى الجرح النازف وتبقى قضيته قضية العرب الأولى لدى شرفاء الأمة، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية وقياداتها المتتالية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – وحتى عهد ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده القوي الأمين. فالدعم السعودي الصادق منذ نشأة القضية لم يكن أبدًا مرتبطًا إلا بالشعب الفلسطيني، حتى في أحلك الظروف وانكشاف خيانات مواقف القيادات الفلسطينية مع المملكة كحرب اجتياح العراق للكويت الشقيقة ووقوف القيادة الفلسطينية أيامها مع الغازي المحتل للكويت دعمًا وتأييدًا لم تتوقف المملكة حينها عن مساعداتها للشعب الفلسطيني بدفع عشرات الملايين من الريالات لهم دون النظر للموقف المُخزي من القيادة الفلسطينية حينها، وفي اليوم الحاضر تقف المملكة بكل ثقلها السياسي ودعمها المالي مع الشعب الفلسطيني في غزة دون النظر إلى مواقف بعض قيادات الفصائل والمنتمين لها، وما يصدر عنهم من تصريحات وكتابات غير مسؤولة عن المملكة وقياداتها، فضلًا عن ثبوت ولاءات قيادات بعض تلك الفصائل لسياسات دول أقل ما يُقال عنها غير مفيدة للمملكة، وما إقامة المملكة لعدة مؤتمرات عربية وإسلامية مؤخرًا لتوحيد المواقف من عدوان إسرائيل على غزة والقرارات الصادرة عنها وفتح أبواب التبرعات المالية في الداخل التي تجاوزت النصف مليار لإغاثة المنكوبين، وتوقيع عدة عقود مع منظمات إغاثية دولية تعمل في داخل غزة بملايين الريالات إلا خير دليل على صدق ثبات المواقف رغم علم الجميع بأن مغامرة حماس فيما تُسميه بطوفان الأقصى لم يأتِ إلا لتنفيذ أجندة سياسية لدول خارجية ليس منها خدمة القضية الفلسطينية، وهي خير من يعلم بأن الرد الإسرائيلي سيكون مدمرًا للقطاع ومهجرًا لأهله، ولا نقول إلا حمى الله فلسطين وشعبها من كيد الكائدين وعدوان المجرمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى