المقالات

المساهمون في قلب إنجازات شركة “أفريقيا غير العربية”

يظل المساهمون والمساهمات أعضاء الجمعية العامة لشركة مطوفي حجاج الدول ألأفريقية غير العربية دائماً في قلب أي إنجاز تحققه الشركة، فهم محط الأنظار وموضع التقدير، إذ يؤمن مجلس إدارة الشركة أن ثقة المساهمين والمساهمات هي القوة الدافعة الأساسية وراء أي إنجاز يتحقق.
وما سبق كان مقدمةً لازمة وضرورية حين نطل بدقة على مشهد علاقة شركات الطوافة بمساهميها بعد “التحول المؤسسي” الذي بدأ منذ نحو عامين بتحول “مؤسسات الطوافة” إلى “شركات” ترتكز على المبادئ التجارية والاستثمار في ظل منافسة شرسة لن تُبقي بساحة خدمة ضيوف الرحمن وصناعة الضيافة إلا الأقوياء الذين يأخذون بالمنهج العلمي والاستثماري السليم.
ولكي تحقق الشركات الأهداف المتغية في ظل المنافسة الشرسة، عليها أن تحمي جبهتها الداخلية، وذلك عبر مواجهة محاولات “التفتيت” التي ينتهجها بعض ضعاف النفوس الذين لا يبحثون إلا عن مصالحهم الخاصة حتى ولو كان ذلك على حساب المساهمين وإيقاع الضرر البالغ بهم، لا سيما وأن منهم أسر تعتمد اعتماداً كاملاً على أسهمهم بهذه الشركات.
ولذا، فإن اتحاد المساهمين هو حائط الصد الأساسي ضد كل محاولات “التفتيت”، ولنا في إحدى الشركات، والتي تبنت فكرة حل مجلس إدارتها، النموذج الحي لمصير غامض لا يعلم مداه إلا الله؟!.
والأمر الجدير بالإشارة في هذا السياق أن الدولة – أيدها الله-، وعبر أجهزتها الرقابية المسؤولة، لا تترك شاردة ولا واردة فيما يتعلق بأداء وأنشطة هذه الشركات إلا وتمحصها وتفندها، ولا تتوانى مطلقاً عن محاسبة المسؤولين عن أي تقصير، أو عن أي شبهة فساد بحزم وقوة وسرعة.
وبالعودة إلى شركة “أفريقيا غير العربية”، نجد أنها كانت أسبق وأسرع الشركات في رحلة “التحول المؤسسي” ، وذلك لمواجهة التغيرات التي تحدث في السوق من اتجاهات الوزارة ونظام مقدمي خدمة حجاج الخارج وبما يتماشى مع “روية المملكة 2030″، وذلك من خلال ما يلي:
– تنويع مصادر الدخل من خلال الاستثمار في أنشطة جديدة بجانب الحج.
– تحقيق التميز المؤسسي من خلال تفعيل الهيكل التنظيمي الذي يخدم استدامة الشركة.
– تحقيق التميز التشغيلي للحفاظ علي الريادة في السوق مع دخول المنافسة.
– حوكمة الشركة على المستويات المختلفة بما يضمن استدامة الأعمال.
وتظهر أهمية الحوكمة بالنسبة لمساهمي ومساهمات الشركة (أعضاء الجمعية العامة) فيما يلي:
– تعظيم عوائد الاستثمار والقيمة الاستثمارية وحقوق المساهمين والحد من المخاطر وتضارب المصالح.
– ضمان الحقوق لكافة المساهمين وغيرهم من أصحاب المصالح في الشركة، وتعزيز دورهم في مراقبة أداء الشركة والتأكيد على الشفافية والنزاهة والمصداقية.
– الإفصاح الكامل على أداء الشركة والوضع المالي والقرارات الجوهرية المتخذة من قبل الإدارة العليا.
وعلى أرض الواقع، ظهرت نتائج هذا “التحول المؤسسي” والارتكاز على مبادئ الحوكمة والشفاقية بشركة “أفريقيا غير العربية” عبر مجموعة من الإنجازات اللافتة بموسم حج 1444هت، والتي يمكن رصدها – على سبيل المثال لا الحصر- فيما يلي:
(1) تشييد أكبر مشروع في تاريخ الشركة، بل وفي تاريخ شركات الطوافة، ألا وهو مشروع مخيمات عرفات المطورة، والذي خرج للنور في زمن قياسي، بما يمثل وسامًا على صدر مجلس إدارة الشركة، الذي تحمس لهذا المشروع العملاق بصورة مذهلة حتى تم إنجازه بفضل الله.
وقد تشرفت الشركة بزيارة كريمة لهذا المشروع العملاق من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز.. وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا.. وذلك خلال جولة سموه للوقوف على جاهزية قوات أمن الحج المشاركة في موسم حج هذا العام 1444هـ. وقد صاحب سمو وزير الداخلية في هذه الزيارة المباركة صاحب المعالي وزير الحج والعمرة د. توفيق الربيعة، ومعالي نائبه د. عبد الفتاح مشاط، ولفيف من قيادات وزارة الداخلية، والجهات العاملة في الحج.
كما زار صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان.. نائب أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج المركزية.. هذا المشروع العملاق، وذلك خلال تفقد سموه عددًا من المشاريع التطويرية بالمشاعر المقدسة للتأكد من جاهزية المرافق؛ لاستقبال ضيوف الرحمن خلال حج 1444هـ، حيث رافق سموه خلال الجولة، أصحاب المعالي: وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة، ووزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح الجاسر، ووزير الصحة فهد الجلاجل، ووزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان ماجد الحقيل، فضلاً عن مسؤولي الجهات ذات العلاقة بخدمة الحجيج.
ومن ناحية أخرى، زار معالي نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبد الفتاح مشاط المشروع،حيث اطلع على الخيام الحديثة والمطور، وعلى التجهيزات التي أدخلتها لخدمة الحجاج خلال موسم الحج.
يذكر أن المشروع قد شُيد على مساحة تقارب الـ (240) ألف متر مربع، فيما بلغ عدد الخيام بالمشروع (933) خيمة بمساحات متنوعة، تستوعب مساحة تسكين تبلغ (215.950) مترًا مربعًا.
(2) تميز محصلة التشغيل الغذائي للشركة في موسم 1444هـ، حيث قدمت الشركة نحو (3.780.494) وجبة مطبوخة بأعلى معايير الجودة، وهو الأمر الذي تحقق بفضل التشغيل الكلي والاحترافي لمطبخ الشركة المركزي بمشعر منى. فيما بلغ العدد الكلي لعبوات المياه المستخدمة في المشاعر المقدسة لحجاج الشركة (41.156.460) عبوة.
(3) افتتاح مقر قطاع النقل بالمشاعر المقدسة، وهو حدث مشهود، ومهم ساعد كثيرًا في ضبط أداء القطاع بنوعيه (الترددي- التقليدي) خلال موسم الحج، ومن ثم المساهمة في نجاح الخطط التشغيلية للقطاع خلال الموسم بشكل كبير، لا سيما وأن قطاع النقل خدم نحو (230) ألف حاجٍّ في موسم حج 1444هـ، منهم (199) ألفًا للنقل الترددي، و(25) ألفًا للنقل العام، علماً بأن الخطة التشغيلية للقطاع تضمنت استخدام (1400) حافلة للنقل الترددي، و(250) حافلة للنقل العام، كما بلغ عدد فريق عمل القطاع (170) عضوًا، إضافةً إلى أن القطاع استحدث بموسم 1444هـ، استخدام الـ “سكوتر الكهربي”؛ لسرعة تنقل فريق العمل لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
فيما بلغ العدد الإجمالي للمرشدين (1726) مرشدًا، منهم: (1423) مرشدًا للنقل الترددي، و(222) مرشدًا للنقل التقليدي، و(81) مرشدًا لنقل الخدمات المميزة.
(4) تزويد مخيمات المشاعر في منى وعرفات بأكثر من ١٥٠ موجه إنترنت و٥٠٠ مقوي لضمان وصول شبكة الانترنت لجميع الحجاج بالمخيمات.
(5) تعيين الشركة مؤخراً لمجموعة “بي إم جي” المالية كمستشار مالي لترتيب عملية طرح الشركة في سوق الأسهم للتداول العام، وهي الخطوة التي تأتي في إطار تحقيق مستهدفات “رؤية المملكة 2030” فيما يتعلق بمجال خدمة ضيوف الرحمن وصناعة الضيافة، علماً بأن “أفريقيا غير العربية” كان لها قصب السبق في هذا السياق، وذلك من أجل تحقيق الاستدامة المالية، وتعظيم قيمة المساهمين، إضافةً إلى تحقيق الإيرادات المستهدفة، وتنويع مصادر الدخل، فضلاً عن تحقيق النمو الكلي للشركة من خلال تنويع محفظة الاستثمارات.
(6) توقيع الشركة مذكرة تفاهم مع د. سمير أحمد برقة (وهو أحد مساهمي الشركة) بهدف تفعيل خدماتها في مجال السياحة لتنظيم الرحلات من أجل تحقيق معايير دولية متميزة في هذا المجال ورفع مستوى الخدمات التي تقدمها، فضلاً عن إضافة خدمات مبتكرة مبدعة بهدف اثراء تجربة الحاج والمعتمر.
وأخيراً.. تبقى كلمة للحقيقة وللتاريخ مفادها أن تلك الإنجازات اللافتة للشركة لم تكن لتتحقق لولا تكاتف أعضاء مجلس إدارتها، وثقة المساهمين الكبيرة بالمجلس، وهو ما جعل “أفريقيا غير العربية” تتبوأ مكانتها الرفيعة بين شقيقاتها من شركات الطوافة، ويكفي أن نعرف أن إيرادات الشركة قد تجاوزت مبلغ (800) مليون ريال، فضلاً عن زيادة قيمة السهم هذا العام بنسبة (140%).

– رئيس مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button