قامت المصممة الألمانية من أصل صيني ” يانغ ليو ” برسـم مجموعة من الصـور الرمزيـة عن الاختلافـات التي توصلت إليها بين الثقافتين الغربية والشرقية من حيث المبادئ والعادات وجمعتها في كتاب صغير باسم : “East Meets West” يوضح بالصور الاختلافات بين الشرق والغرب من ناحية المبادئ والعادات ورمزت للثقافة الغربية باللون الأزرق ورمزت للعربية باللون الأحمر وتناولت جوانب الثقافتين الحياتية وفق معايير ومقاييس معينة حسب رأيها بيد أن زاويتها للإنسان الشرقي كانت زاوية شكلية مظهرية ضيقة الأفق دون الخوض في عمق تلك الصورة والبحث عن المسببات التي وضعته في هذا المظهر وعدم الاكتفاء بالصورة النمطية الذهنية والتي تكون داخل الإطار فقط .. فقد خانها ذكاؤها – من وجهة نظري – إذا لا تعلم ” يانغ ليو ” حقيقة الشرقي التي نعرفها جيدا والتي قد نجد لها الكثير من مخارج الطوارئ في السلوك الاجتماعي والأخلاقي والتقاليد والأعراف وتداعيات تلك الصورة ودراستها من العمق دون تسطيحها وتقديمها للعالم بهذا الشكل الذي يحمل الكثير من الإجحاف والظلم والتعميم ومن خلال رؤية ” يانغ ليو ” يمكن لنا أن نستعرض بعضا من تلك الصور الرمزية ونكشف من خلالها حقيقة الشرقي الغائبة حيث ترى ” يونغ ليو ” أن الشرقي يتهرب من طرح رأيه بشكل مباشر بينما الغربي يقول رأيه مباشرة دون تردد والحقيقة الغائبة أن الشرقي يخاف على مصالحه ويحرص كثيرا على صداقاته وعلاقاته ولا يحبذ الوقوع في شراك الصدامية التي قد تذهب للعدائية وكيفية تعاطي الآخرين لرأيه فتجده يراوغ كثيراً .. وترى أن الشرقي يعمل ضمن جماعة ولديه تكاتف اجتماعي وشبكة تواصل كبيرة ومعقدة بينما الغربي يعمل لوحده ولديه صداقات محدودة جداً والحقيقة الغائبة أن الشرقي تربطه أواصر كثيرة منها منطقته بشكل عام والقبيلة بشكل خاص فضلا عن الدم، وكذلك الصداقات الاجتماعية والالكترونية الواسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وإن كانت مجهدة إلا أنني أراها ميزة وليست سلبية كما تعتقد وترى أن الشرقي مسرور لغضب الآخر الذي يحاوره بينما الغربي ينزعج ويحاسب نفسه ويبدأ في الحوار والنقاش المقبول والحقيقة الغائبة أن الشرقي يحاول رد القادم إليه فيسبقه لإغضابه قبل أن يغضبه .. وترى أن الوقت ضرورة ملحة عند الغربي والعربي لا يمثل لديه هاجسا مؤرقا وخاصة في احترام المواعيد .. والحقيقة الغائبة أن الشرقي لديه حفريات وطرق متكدسة وتحويلات ملتوية ومستنقعات مجهضة وأرصفة تعاني من البطالة والفقر .. وترى أن الغربي يعيش حالة انتظام في حركة السير مع بداية أيام الدوام الرسمي بينما تجد الشرقي يعيش حالة من الفوضى العارمة والحقيقة الغائبة أن الشرقي يعاني من الاختناقات المرورية والكثافة السكانية الهائلة وتهالك الطرق والبنية التحتية والتنبيهات المستمرة على طريقة ” نأسف لإزعاجكم ونعمل من أجلكم ” وتعثر الكثير من المشاريع! وترى أن الغربي لا يهتم كثيرا في سفره بالتصوير وتوثيق رحلاته وإنما يكتفي بالمشاهدة بعينه لكل الأشياء من حوله والاستمتاع بها بينما الشرقي يوثق رحلاته لدرجة كبيرة وتظل عدسة الكاميرات المحمولة أو عدسة كاميرات الهواتف النقالة ملاصقة له طوال رحلته وفي كل مكان والحقيقة الغائبة أن الشرقي يستغل الفرصة فربما لا تتكرر رحلته لهذه البلدان ثانيةً ومشاركة الأصدقاء له رحلات سفره فتجده يعيشها بكل تفاصيلها.. وتسلط الضوء بشكل كبير فترى أن الغربي يلتزم الهدوء في المطاعم العامة بينما تجد الشرقي يتحدث ويناقش بشكل كبير في تلك المطاعم العامة والحقيقة الغائبة أن الشرقي ظاهرة صوتية تنفيسية من ضغوط الحياة فيجدها فرصة لطرح الكثير من الأفكار والهموم والمشكلات التي تواجهه ، وترى بأن الغربي يهتم بالنظام كثيراً ومهما كان منتظراً سيضمن له حقه ومدة انتظاره، والعربي يتأفف ويتضجر ويلاحظ هذا في طوابير الانتظار والحقيقة الغائبة أن الشرقي يعاني من ” الواسطة وتكفى والجو الحار والزحام ” فضلا عن عبارة الصلاة والدوام انتهى والموال القديم ” راجعنا بكرة أو السيستم عطلان ” .
ومضة :
يقول محمود درويش :
أنا عربي
ولونُ الشعرِ .. فحميٌّ
ولونُ العينِ .. بنيٌّ
وميزاتي : على رأسي عقالٌ
فوقَ كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخرِ
تخمشُ من يلامسَها