المقالات

قبيلة حرب تكرم ابنها حميد القريقري

في مشهد وفاء وعرفان وتقدير لدور إنساني رفيع وليس بمستغرب على أبناء هذا الوطن المعطاء كافة من التمسك بالقيم الفاضلة والمبادئ الراسخة..كرمت قبيلة حرب قبل أيام قليلة مضت وفي ليلة من ليالي التقدير والبر ابنها النجيب حميد بن رجاح القريقري الحربي على موقفه الديني والإنساني في العفو عن مترك بن عايض المسردي القحطاني في آخر اللحظات الحرجة من تنفيذ حكم القصاص الشرعي والذي_بفضل الله_ كتبت له حياة أخرى يرجى أن تكون حياة جديدة على طريق الهدى والاستقامة والرشاد، والاستفادة من العبر والعظات في هذه الحياة الدنيا وما أجمل أن يتعظ الإنسان من الحوادث والدروس، وألا ينخدع أيضاً بشيء من مغريات الحياة الزائفة مهما كانت وعلى أي صورة كانت. وعلى أي حال وكما ورد عن الذي لا ينطق عن الهوى:”لا يُلْدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ مرتين”رواه الشيخان. أو كما قال صلى الله عليه وسلم، كما ندعو للشاب النبيل أحمد القريقري بالمغفرة والرحمة وأن يسكنه الله فسيح جناته.

ويستكمل أبناء عمومته بقية عهود الوفاء ويواصلون التكريم المستحق بعد تكريم القبيلة الأم “قبيلة حرب”.. فتكون ليلة أخرى من ليالي الصدق والشرف؛ لموقف عظيم ليس من السهولة إتخاذ قراره في لحظات، ولكن من بقي له عمر في هذه الدنيا فلا بدّ أن يعيش كامل تفاصيله فكان وادي قديد وتحديداً في حي الفارع مساء يوم الجمعة على الموعد؛ لتكريم الفاضل حميد بن رجاح القريقري، وكأن لسان حالهم يقول: أحسنت فيما وصلت إليه من قرار العفو والإحسان، وأحسنت فيما زهدت فيه من جاه ومال؛ للتنازل عن الجاني..كان تنازلك فقط لوجه الله تعالى ورفضت سواه، وأحسنت على حسن خلقك، وسعة صدرك، وبعد نظرك، وقوة صبرك، فقد كنت قدوة في تصرفاتك الحكيمة لمن أراد أن يعفو ويصفح بلا أي ضجيح، وأحسنت.. وأحسنت.. وأحسنت…ولن نستطيع أن نوفيك حقك أيها السخي في كل ما قدمناه لك، وكل ما قدمه لك أبناء عمومتك، ونختصر القول فلا قول أبلغ بعد قول الله تعالى في محكم التنزيل: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ ). سورة الشورى الآية (40).

إن من الجميل أن أبناء هذا الوطن الغالي قد نهلوا الأخلاق الحميدة من منابعها الأصلية، وعملوا ويعملون بها ليل نهار في ظل قيادته الرشيدة _وفقها الله _فما العفو والصفح والشهامة والكرم والمعروف والطيب إلا قيم شامخة آمن بها الجميع واستقرت داخل نفوسهم الطيبة، ويتمسكون بها في كل مناحي حياتهم الاجتماعية، ويحرصون عليها بصدق وعزم في تعاملاتهم الدائمة مع الآخرين، وما باذل المعروف حميد بن رجاح القريقري الحربي إلا أحد هؤلاء الأفاضل الذين آمنوا بكل فضيلة نقشت عبر الزمن في الصفحات الخالدة للمجتمع السعودي، بل وعمل على تطبيقها فعلياً عبر الصفح عن الجاني وبلا أي مقابل في ساحة رهيبة مؤلمة لا تقبل أنصاف الحلول، بل معظم أحداثها النهائية ينفذ فيها شرع الله تعالى ويكون في القصاص حياة لأصحاب العقول، دعواتنا للجميع بالأمن والأمان والسلامة والاستقرار في حياتهم والبعد كل البعد عن مزالق الشيطان.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جزاه الله خيرالجزاء وكثر الله من امثاله …ونسأل الله ان يغفرللميت ويسكنه الفردوس الأعلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى