لا يعني أبدًا أن مُسمى وزارة التعليم أنه تنازل أو تخلي عن الدور التربوي للمُعلم؛ فالتربية والتعليم لا ينفصلان أبدًا. وبالرغم أن لكلٍّ من التربية والتعليم نظرياته وأساليبه واستراتيجياته التي يستند عليها إلا أنهما يلتقيان ويشتركان في كثير منها. فلا أحد ينكر أن التربية لا يستغني عنها التعليم، وأن التعليم هام وأساسي للتربية السليمة والصحيحة، فإن اعتبرنا التعليم جسد؛ فإن التربية رُوح التعليم.
فالتربية بمفهومها الواسع لا تـقـتصر على دور المُعلم التعليمي، حتى مع تطور نظريات التعليم، والتي تعزز دور التعلّم الذاتي من قبل المتعلم، ويصبح دور المعلم كميسر للعملية التعليمية إلا أنه في المقابل تطورت أيضًا نظريات وأساليب التربية. فإن كان التعليم حظي بالنصيب الأكبر لظهور نظريات جديدة واستراتيجيات متنوعة ومختلفة فرضتها طبيعة العصر «عصر المعرفة»؛ فإن دور المعلم التربوي تزايد مقابل دوره التعليمي، وبما يتناسب مع خصائص نمو كل مرحلة؛ لأن هناك برامج تربوية لها قيمها وأهدافها تُنفذ في المدارس، في نفس الوقت الذي تُنفذ فيه البرامج التعليمية؛ لتحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في بناء مجتمع حيوي ووطن طموح مواطنه مسؤول، وفي أهمية بناء جيل معتز بقيمه الإسلامية وهويته الوطنية وانتمائه لوطنه وولائه للقيادة الرشيدة، وتعزيز السلوك الإيجابي وتنمية المسؤولية المجتمعية، وتحصينه وحمايته ضد التيارات المتطرفة والهدامة في مجتمعه الواقعي ومجتمعه الافتراضي، وضد كل ما يستهدف قيمنا ووطننا وقيادتنا ولحمتنا الوطنية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الأهداف اُعتبرت من ضمن معايير تقويم المدارس في التعليم العام؛ فمجال الإدارة (القيادة) المدرسية تضمن معيارًا فرعيًا، وهو قيادة العملية التعليمية؛ إذ يتضمن دور المدرسة في تنمية وتعزيز القيم الإسلامية والهوية والوطنية والانتماء للوطن، والولاء للقيادة الرشيدة، والسلوك الإيجابي، والمسؤولية المجتمعية؛ وعليه يتم تقويم المدرسة ومدى تحقق هذا المعيار وتنفيذه من قبل هيئة المدرسة من إدارة ومعلمين، والتزام الجميع بقيم وأخلاق مهنة التعليم.
0