إن طبيعة الظروف والتغيُّرات التي تواجه منظمات اليوم تستدعي توافر سمات وخصائص استراتيجية لقادتها، تُمكنهم من التعامل الإيجابي مع متطلبات التوظيف الفعَّال لمواردها والوظائف المناطة بها؛ لأن الاستراتيجيين يرون الأعمال بصورتها الشمولية الكلية، ويعملون على تحقيق الموازنة المطلوبة بين الاحتياجات الآنية والمستقبلية للأعمال من خلال القرارات الاستراتيجية الفعّالة.
جاءت الثقة الملكية بتعيين معالي الفريق محمد بن عبدالله البسامي مديرًا للأمن العام متوافقة مع ما تتوافر عليه شخصيته من صفات تُمكنه من إدارة الأمن الشامل بكل اقتدار، فقد صقلت شخصيته عبر تجارب وخبرات ومهارات ومعارف اكتسبها عبر محطات مسيرته الحافلة بالخبرة الميدانية والإدارية الطويلة في مجال القيادة والإدارة، مستمدة من عمله كقائد للقوات الخاصة لأمن الحج والعمرة، ومديرًا للإدارة العامة للمرور، ومديرًا للإدارة العامة لشؤون الحج والعمرة في وزارة الداخلية، ومشاركته في كثير من اللجان العملية والفنية في المجالات الأمنية والمرورية، ويملك “البسامي” خبرات في إدارة المشاريع والتخطيط الاستراتيجي، وإدارة وتنظيم الحشود، وإدارة وتنظيم الحركة المرورية.
المتأمّل لشخصية “البسامي” عبر رؤيته الشاملة ومن خلال مشاركته في مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة ٢٠٢٤، يلحظ وضوح الرؤية لديه في الأدوار المناطة بالمنظمة التي يقودها والهدف الاستراتيجي الذي تسعى إلى تحقيقه، في خدمة ضيوف الرحمن؛ حيث قال: “الأمن الشامل والأمن المروري وأمن وتنظيم إدارة الحشود والخدمات الإنسانية ودعم ومساندة الجهات المشاركة في تنفيذ خدماتها”، ومن ثم إدراك معاليه للصعوبات التي تواجه تحقيقها، وبالتالي بناء السيناريوهات المناسبة لمعالجة تحدياتها فيقول: “أمن ضيوف الرحمن عملية ليست سهلة وتمر بسلسلة من الإجراءات والسياسات والتشريعات حتى إقرار الخطط الموضوعة”، ويلحظ بجلاء النضج الذي يتميز به في التأكيد على الانتقال من التكامل بين مؤسسته والمؤسسات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن إلى التوأمة في تنفيذ الخطط الأمنية؛ فيقول: “انتقلنا من التكامل إلى التوأمة الكاملة في تنفيذ خططنا لأن كل إخفاق في الجانب الخدمي يصنع هواجس في جانب أمني”، وكان له حضور إعلامي مميز وكاريزما مقنعة تظهر استيعابه لكافة تفاصيل مركزه الإداري ومصداقية حديثه وسلامة لغته؛ إضافة إلى استثمار لغة الجسد في توصيل رسالته، وبرزت في ثنايا حديث معالي الفريق محمد بن عبدالله البسامي مدير الأمن العام عنايته بالعمل المؤسسي الذي يستند على العمل الجماعي والقيادة بالأهداف وشمول الرؤية، وهو توجه له وزنه ومكانته في القيادة الناجحة لقطاع بأهمية الأمن العام.