تُعرف عادة التدخين بتأثيراتها الصحية السلبية على المدخن ومن حوله؛ فإحراق أوراق التبغ واستنشاق انبعاثاته – بحثًا عن النيكوتين – تُعرض المدخن ومن حوله لـ(٢٥٠) مادة كيميائية معروفة بكونها تُسبب السرطان!
غير أن آخر صيحات الإدمان على التبغ تُعرف بالتبغ الذي لا يُدخّن (Smokeless Tobacco) أو الـ (Snus)؛ حيث توضع أكياس قماشية أو قطنية بها مسحوق التبغ أو النيكوتين – مع بعض من الإضافات كالمانثول وغيرها من المنكّهات – على اللثة أو الأغشية بداخل الفم، فيحلِل اللعاب ما بداخل الأكياس، ويتم امتصاصه في الفم وإشباع الرغبة والاحتياج للنيكوتين؛ علمًا بأن هذه العادة بالتحديد شديدة الإدمان.
وعدا عن كون هذه العادة خطيرة على صحة الإنسان؛ مسببةً الإدمان على التبغ والإعياء واضطرابات المعدة والشهية، فهي أيضًا خطيرة على صحة الفم؛ فغالبية هذه المواد تهيّج الأنسجة الفموية، محدثةً تغييرات “خلوية” مع مرور الوقت، فعلى المدى القصير قد يُعاني مستخدمها من نزيف اللثة الحاد وتقرحات فموية، وعلى المدى الطويل قد تُعرض المستخدم لهذه العادة لخطر الإصابة بمرض “تليف تحت الأغشية المخاطية الفموية” الذي يعرف باحتمالية تحوّل التليف لأورام سرطانية بنسبة تُقارب 25% من الحالات المصابة!
والخطر الأمثل في هذا الأمر يكمن في انتشاره مؤخرًا بين المراهقين وطلاب المدارس من الجنسين بالمملكة المتحدة وعدة دول أوروبية بحسب التقارير الصحفية، فدعاياته أصبحت تملأ مواقع التواصل الاجتماعي كبديل عصري للتدخين التقليدي، وبحكم انتشاره بين مشاهير لعبة كرة القدم ومواقع التواصل الاجتماعي – بدون رقابة – تفشى هذا السلوك فيما بينهم.
يُذكر أن هذا السلوك في إدمان التبغ شائعٌ في دولة السويد خاصةً وباقي الدول الإسكندنافية عامةً منذ القرن السادس عشر الميلادي؛ بعد أن كان قد اشتهر في أوساط الأرستقراطيين الفرنسيين في القرن ذاته واندثر في غير هذه الدول لاحقًا، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي عَبَرت بهذه العادة مجددًا خارج حدود تلك الدول في عصرنا الحالي لإيصالها لمستخدمين جُدد حول العالم.