* عندما كُرِّمتُ قبل خمس عشرة سنة من “تواصل زهران” كرمزٍ إعلاميٍّ، أكبرتُ في القائمين هذه اللفتة الكريمة.
* وعندما أكرمتني بعض الجهات الرسميّة بالتكريم، أكبرتُ لها هذه البادرة.
* وعندما يبادر بعض الزملاء، والمحبّين بعناء تكريم زميلٍ لهم؛ فذاك في ميزان التكريم؛ هو الأجمل، والأجل، والأثمن، والأقمن.
* وعندما تبادر (زهران/ القبيلة) ممثَّلةً في قبيلة (بيضان) بشيخها الوجيه غرم خضران الصغير؛ بتكريم الشاعر عبدالله البيضاني؛ بوصفه شاعرًا شعبيًّا؛ فتلك ميزة تُحمد للقائمين عليها، وتُحسب لهم؛ حسبة إجلال، وتقدير، وتثمين.
* تلك أسطر معدودة، قد تجمل كثيرًا من هنَّات القيل والقال، التي كثيرًا ما تلوكها الألسن عرضًا؛ قصدًا، أو جهلًا في مثل هذه المواقف.
* فمن كان يظنُّ أنّ البيضاني الشاعر غير مستحقٍّ للتكريم؛ فقد جانبه الصواب…!!
* ومَن كان يخال أنّ البيضاني الشاعر غير محفوف بالحفاوة والاحتفاء، فقد خانته البصيرة، وعُميت عنه الرؤية…!!
* إذن، هو يستحقُّ لا شكّ؛ فالبيضاني شاعر لا يشكِّك في شاعريته إلَّا مَن اجتمعت فيه خصيصتان؛ هما: الحقد، والحسد.
* وتلكم الصفتان -مع وقاحتهما- ما تلبّست بقلب إنسان كائنًا ما كان إلَّا أعمت فيه البصر، وأظلّت به البصيرة، وأوردته رداء الضّغينة والإحن.
* بصرف النظر عن ميولي للشعر الشعبي من عدمه، فهو يبقى أثرًا من آثار النشأة والدرس، إلَّا أنّ ذلك الميول، مهما تعالى صوته؛ فهو يبقى بمعزل عن الرأي باستحقاق البيضاني للتكريم والحفاوة؛ نظير ما جادَّ به من شعر، وما ألقاه من أصوات تتبدّى فيها أمارات الحكمة، وذاك هو العدل، وتلك هي النصفة.
* هو شاعر مطبوع لا شكّ.
* شاعر له مريدوه ومحبُّوه، كما يتمنى العاشق في معشوقه، ويروم المحبّ إلى محبوبه.
* هو شاعر التّجارب بلا ريب، فكلَّما عجم عوده زادت حكمته.
* شاعر تعالت أصواته في منصات القول، فما حضر البيضاني إلَّا حلّت معه الجموع، وتعالت معهم النغمات والإيقاعات، وتبارت بين يديه الأبيات والقوافي.
* على امتداد ستين عامًا ونيف؛ كان الشاعر البيضاني صوتًا من الأصوات المليئة بموفور الأغراض الشعريّة؛ وصفًا، وحكمةً، وفخرًا؛ ما يندُّ عن كثير من الشعراء الشعبيِّين أمثاله على امتداد (زهران).
* إنَّه الأثر وحسبك منه أثرًا؛ حينما يكون الأثر (ذاكرةً)؛ تصطف مع غيرها لتشكّل في نهاية المطاف تأريخ ستين عامًا وتزيد، هي الرحلة العريضة لشعرية البيضاني..!!
0