قدم الدكتور طارق الأحمري، الأكاديمي بمجال التواصل بجامعة الملك سعود، تحليلا لمحتوى الفيديو الذي نشره اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، على حسابه عبر إنستجرام، أثناء تواجده في المملكة العربية السعودية، والذي حصد 24 مليون مشاهدة خلال 17 ساعة فقط .
وقال “الأحمري”، في تغريدة عبر حسابه على منصة إكس: “مدة الفيديو دقيقة واحدة فقط، وتم نشره على منصة حساب اللاعب ميسي في الانستجرام قبل 17 ساعة من كتابة هذا التحليل لغرض معرفة الأبعاد والتأثيرات، ووصلت إحصائية تفضيل الفيديو لأكثر من مليون ونص شخص أعجبهم المحتوى الدعائي، وتجاوز 13.6 ألف تعليق، و 7.310 ألف مشاركة، و25 مليون مشاهدة.
وأشار إلى المعلومة التي لا يعرفها الكثير أن إدارة إنستجرام أعلنت أن ميسي وكريستيانو رونالدو يملكان ذات الجمهور بنسبة 68% على حساباتهم في المنصة، لذلك الأفضل أن الرسالة ظهرت من ميسي المحترف في الدوري الأمريكي، وليس رونالدو الذي يلعب في الدوري السعودي حالياً.
وأضاف أستاذ الاتصال: “هدف الفيديو ليس محاولة تلميع الصورة الذهنية للمجتمع السعودي، بل يتحدث بشكل دقيق عن الأفكار التي تدور في أذهان بعض الأجانب، وتؤثر على قرار القدوم للسياحة في السعودية، لذلك صنع هذا الفيديو بذكاء، وتم توظيف القضايا بشكل واضح من خلال ممارسة كرة القدم وفي مكان مظلم وقديم، حتى يعطي رسالة خروج الكرة من مكان قديم إلى عالم وفكرة جديدة، وتم وضع الأفكار المغلوطة وغير الصحيحة على شكل حائط يتحطم، وهنا ربط ذكي جداً في صناعة المحتوى وتأثيره ذهنياً ومشاعريا”.
وتابع قائلا: “يسمى هذا النوع من المحتوى علمياً بالدعاية، وقد يفهم للأسف البعض أن الدعاية مفهوم سلبي على كامل معانيه وهذا خطأ جسيم، إذ تهتم الدعاية بالتأثير على الأفكار وتعتبر أنواع منها الدعاية البيضاء التي تكون مناسبة وهدفها ومصدرها معروف.
وأوضح الأكاديمي بجامعة الملك سعود، أن الفيديو عالج مغالطات متعددة، منها أن السعودية مجرد صحراء وهذا شائع لدى الأجانب، ومن يريد اختيار وجهة ينظر للتنوع فيها، وكذلك أنها ثقافة مغلقة بينما نحن شعب ترحاب ومضياف، ورسالة الفيديو الأساسية “Go beyond what you think and visit Saudi” تخلى عن ما تعتقد وتفكر به وقم بزيارة السعودية”.
واستكمل تحليله بقوله: “سلط الفيديو خلال دقيقة واحدة الضوء على فعاليات ومدن وبحار وشواطئ وأكلات شعبية وغوص ومباني جميلة وحفلات موسيقية وأحياء ثقافية وتشاركية ووجود المرأة وكذلك كرة القدم”.
وتمنى طارق الأحمري أن يكون استثمار ميسي بمثل هذا الفيديو شخصياً بداية ليكون له سلسلة مستمرة وخطوات استراتيجية اتصالية مدروسة بشكل عميق، حتى لا يؤثر علينا ولا يؤثر على مصداقية رسالة اللاعب مستقبلاً.
وأكد أنه عمل مميز وفكرة محتوى ذكية جداً، مختتما بقوله: “شكراً لكل من عمل على الفكرة والتخطيط والإنتاج، لأنه يوصل الرسالة بكل وضوح، وخصوصاً للجيل الجديد الذي سينشأ بفكرة مختلفة تجاه السياحة في السعودية”.
