أفكار إيران التوسعية لم تكن وليدة اللحظة بل منذ عقود مضت، وبعد نجاح الثورة الإيرانية في الإطاحة بـ الشاه والملكية وتنصيب آية الله الخميني مؤسس الجمهورية الإيرانية الإسلامية والمرشد الأعلى، بدأت المخططات والأفكار التوسعية لاستعادة الإمبراطورية الفارسية.
وترى إيران أن من حقها التوسع على حساب الدول المجاورة لها، والتدخل في شؤونها الداخلية، وبدأت في نشر الأفكار المتطرفة ورعاية الإرهاب في كثير من الدول، كما نشرت ميليشياتها وموّلت التنظيمات الإرهابية لخلق الفوضى ونشرها في دول الجوار لسهولة التمكن منها.
تغلغلت ميليشيات إيران وأذرعها في الدول العربية، ابتداءً بتمكنها أو تمكينها من العراق بعد الغزو الأمريكي، وكذلك تغلغلها في كلًا من لبنان وسوريا واليمن.
انتهجت إيران “سياسة الاناكوندا” وهي تعني الالتفاف على المملكة العربية السعودية ومحاولة زعزعة أمنها وإحاطتها بالميليشيات وإثارة البلبلة على حدودها، لأن المملكة كانت كالسد المنيع، الذي وقف في وجه إيران ومخططاتها، لذلك إيران أرادت اشغال المملكة لتتمكن أكثر من المنطقة لتحقق آمالها، ولكن جميع المحاولات كانت فاشلة بفضلٍ من الله، ثم بحكمة وحنكة قيادة المملكة، وما إن فكرت إيران وخطت خطوة إلا وتقدمت عنها المملكة بخطوتين.
فشلت “سياسة الاناكوندا” بتدخل المملكة وبقيادتها لعاصفة الحزم في اليمن وإحباط المخطط الإيراني هناك، بعدها انتهجت إيران “سياسة الإغراق” بقيادة حزب الله في لبنان، وتعني هذه السياسة إغراق المملكة بالمخدرات لضياع شبابها وتفكك المجتمع من الداخل، وكانت المخدرات تصل للمملكة بجميع الطرق والوسائل، حتى أنها كانت تصل عبر شحنات الفواكه المستوردة، مما أدى إلى وقف المملكة الاستيراد من لبنان، لدرجة أضرت إيران بالاقتصاد اللبناني وأضرت بمصالح لبنان وشعبه، لتحقيق أهداف الملالي، وهذا بطبيعة الحال نتاج التبعية.
أخيراً اقول بأنه لا يمكن للمنطقة أن تهدأ مادامت إيران لن تتخلى عن أفكارها التوسعية وتدخلها في شؤون الدول الداخلية، وهذا يأتي مخالفا للمواثيق التي رست عليها منظمة الأمم المتحدة، ويظل السؤال قائم، متى تلتزم إيران بالمواثيق الدولية؟
0