حريق لندن الكبير!!
بقلم: بكري عساس
حريق ضخم اجتاح المناطق الرئيسية للعاصمة البريطانية لندن، وأطلق عليه لضخامته “حريق لندن الكبير”، استمر الحريق في الاشتعال من يوم الأحد الثاني من سبتمبر سنة 1666م، وحتى يوم الأربعاء الخامس من الشهر نفسه.
هدمت النيران جزءًا كبيرًا من مدينة لندن التاريخية التي بُنيت في القرون الوسطى، والتي يحيطها من جوانبها سور لندن الروماني الأثري. كما كادت النيران أن تلتهم حي ويستمنستر الأرستقراطي الشهير في وسط المدينة، الذي يحتوي مقر البرلمان البريطاني، وكذلك قصر الملك تشارلز الثاني المعروف باسم قصر “الوايت هول”، وأكثرية المناطق العشوائية في المدينة القديمة؛ وخاصة منطقة سوهو، ونايتس بريدج، وبيملكو غرب النهر.
حسب الإحصاءات الرسمية التهمت النيران غالبية الهيئات الحكومية في المدينة، وحوالي 13 ألف منزل، و87 كنسية رعوية، وكاتدرائية القديس بولس القديمة في منطقة “جيت هل”، والتي يعود تأسيسها إلى عام 604م، وكانت من تصميم المهندس المعماري “كريستوفر رن”، والتي تُعد أحد أشهر المعالم السياحية في المدينة؛ فقد شهدت الكثير من الأحداث الهامة، مثل: جنازة “ونستون تشرشل”، ومراسم زفاف “تشارلز” أمير ويلز وملك بريطانيا الحالي والليدي “ديانا سبنسر”.
تسببت الكارثة في هدم مساكن حوالي 70 ألف من السكان في منطقة الحريق، والذين كان تعدادهم حوالي 80 ألف نسمة، ولم يتم تسجيل وفيات الفقراء والطبقة الوسطى في المدينة، ويعد حريق لندن الكبير من أغرب الحوادث في التاريخ، وأحد أضخم الكوارث التي اجتاحت المناطق الرئيسية في العاصمة البريطانية لندن.
وحسب التقارير كانت بداية الحريق هو اشتعال محل الخباز “توماس فيرنر”، الواقع في شارع “بادينج لين”، والذي يقع في حي الميل المربع في وسط مدينة لندن القديمة قبل أن تتوسع لتشمل عدة مدن صغيرة تعرف جميعها الآن بالعاصمة لندن الكبرى.
ذكر صاحب المخبز لاحقًا أنه حاول إطفاءه دون جدوى، وأن الحريق لم يكن غلطته، وفي الساعة الثالثة صباحًا، جاء اللورد “توماس بلودورث” لإلقاء نظرة على الحريق، ولكنه قرر أنه ليس بالشيء الخطير وغادر المكان.
قبل الحريق بعام واحد، عانى السكان من جائحة انتشار طاعون لندن العظيم الذي راح ضحيته مئة ألف نسمة ما يُعادل ربع سكان لندن في تلك الفترة، لذلك ظن البعض أن الحريق الكبير كان سببًا في انتهاء وباء الطاعون، غير أن المؤرخين يشككون في ذلك لعدة أسباب منها أن الطاعون بدأ بالاندثار قبل بداية الحريق، والمناطق التي تأثرت بشدة من المرض لم تندلع فيها النيران، والشيء الأخير هو أن بعض الحالات الفردية للطاعون استمرت إلى ما بعد انتهاء الحريق.
في بداية الحريق، نشرت جريدة لندن خبرًا في صفحاتها الداخلية عن اندلاع الحريق، ولكن سرعان ما احترقت مطابع الجريدة، أدى ذلك لانقطاع الأخبار حتى العاشر من سبتمبر أي بعد خمسة أيام من انتهاء الحريق.
1
هذه ذكريات ذاتية لا تهم القارئ ولا الصحيفة في شيء يا معالي الدكتور ونحن ننتظر منك الكتابة عن معالجات لواقع الجامعة ومباني كليات البنات المتعثر في العوالي