المقالات

العدالة الإنسانية في حرب غزة!!

من يُتابع التصريحات الرسمية لجميع المسؤولين الأمريكيين، بشأن العدوان الإسرائيلي على فلسطين، يُدرك تمامًا بأن الإنسان العربي رخيص لدى الأمريكيين وليس له أي قيمة إنسانية، بينما الإنسان الإسرائيلي هو الإنسان النفيس الذي يستحق الحياة وبذل الجهود الأمريكية من أجل المحافظة على حياته !!
جميع التصريحات الأمريكية تدور حول كيفية تحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في حماس، دون ذكر لمأساة المجازر ومذابح الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل، آخر تصريح أمريكي يقول: (لدينا إمكانية في السعي إلى الحصول على هدنة طويلة من أجل التمكن من إطلاق سراح الرهائن) هذا التصريح العنصري لا يهمه إلا السعي لما يُناسب ويخدم الإنسان الإسرائيلي، أما الإنسان الفلسطيني فهو في نظرهم حيوان شرس يجب عدم التفكير به أو الاهتمام بشأنه، الشهداء الفلسطينيون حتى الآن يقتربون من ثمانية وعشرين ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، بينما عدد القتلى الإسرائيليين لم يبلغ عشر معشار الشهداء الفلسطينيين، ومع ذلك وبمعايير أمريكا غير الأخلاقية؛ فإن دم الإسرائيلي غالٍ ودم الفلسطيني رخيص !!
أنا لا أستغرب حدة التصريحات الإسرائيلية مهما بلغت من درجة الانحياز الظالم تجاه جيشهم وشعبهم، فمن حقهم التصريح بما يشاؤون خدمة لجيشهم المعتدي وتهدئة لشعبهم الثائر والمنقسم ..
إنما الاستغراب كل الاستغراب من أولئك الأشرار الذين يقودون المعركة من واشنطن، وليس لديهم أي معيار للعدالة أو أخلاق الحرب تجاه الخصوم المتقابلين في ميدان المعركة، وكان يجب على أمريكا التي تدعي الديموقراطية وتحقيق السلام العالمي وحفظ حقوق الإنسان، أن تنظر للحرب في غزة بمعيار العدالة الإنسانية وليس بحافز العنصرية المقيتة التي تُمارسها دينيًا وسياسيًا وإعلاميًا وعسكريًا، فالإنسان هو الإنسان وقيمته في ميزان الحقوق واحدة، سواءً كان فلسطينيًا أو إسرائيليًا، ولكن يبدو أن أمريكا قد فقدت السيطرة وتخلت عن قيادة العالم طوعًا، بعد أن انفضح أمرها واتضحت عنصريتها أمام العالم أجمع، ولم يعد لها أي قبول أو مصداقية سواءً أمام الحكومات أو أمام الشعوب، وتلك إشارة إلى نهايتها -بإذن الله- وأفول نجمها في قيادة العالم الجديد، الذي يُفترض أن يراعي مصالح الجميع بمعيار إنساني واحد..

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم انصر غزة وأهلها فليس لهم ناصر سواك
    سلمت يمينك يابو وليد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى