من يقرأ التاريخ بعناية تتضح له هشاشة الأوضاع البشرية فليس أسهل من أن تضطرب الأمور وتنتكس الأوضاع …..
وكأمثلة فإنه في عام ١٨١٥ انفجر بركان تامبورا في إندونيسيا فأحدث اضطرابا في أهم مصادر إنتاج الغذاء كما أحدث اضطرابا في حركة النقل البحري فحدثت مجاعة في مختلف بلدان العالم ….
وفي الربع الأول من القرن العشرين أقدم فرد صربي على قتل شخصية في السلطة في فينا فاندلعت الحرب العالمية الأولى وحصدت هذه الحرب ملايين من أوروبا وغيرها وأحدثت هذه الحرب اضطرابات واسعة في العالم فانهارت الامبراطورية الروسية ونشأ الاتحاد السوفييتي كما أحدثت خللًا شديدًا واضطرابات في ألمانيا وتردت الأوضاع فقادت إلى وصول هتلر للسلطة فاندلعت الحرب العالمية الثانية فكانت أشد هولا من الحرب العالمية الأولى وأسفرت عن ظهور القوة الأمريكية وظل الاتحاد الاتحاد السوفييتي يمثل قطبًا وازنًا في العالم خلال سبعين عاما وفجأة يصبح قورباتشوف رئيسًا للاتحاد فيتخذ إجراءات ساذجة أدت بسرعة إلى تفكك الاتحاد السوفييتي وانهيار المعسكر الشرقي بكامله ….
وقبل سنتين ظهر فيروس كورونا في الصين ثم انتشر في كل العالم فأحدث شللًا عامًّا في كل العالم وأدى إلى إفلاس شركات وتدهور أوضاع هكذا فيروس لا تراه الأعين لكنه ينتشر بسرعة ويفتك بقوة ويحدث من الرعب والشلل ما يؤدي إلى التدهور في مختلف المجالات ….
إن رغبة الغرب في المزيد من إضعاف روسيا قد جعلتهم يضَحُّون في أوكرانيا فدفعوها إلى التصلب الأرعن في خلافها مع روسيا فدخلت معها في حرب مدمرة وقد كان باستطاعتها التزام الحياد وتجنب الحرب ومواصلة بناء الذات لكنها وقعت في الخديعة فعرضت نفسها للتدمير ….
وليست هذه الأحداث سوى نماذج تؤكد هشاشة الأوضاع البشرية سواء على مستوى الأفراد أم على مستوى الدول ……
ابراهيم البليهي
0