يأتي الليل وتنام أرصفة الطرقات بهدوء، يمتد بين أجيال الأرض، تتناثر به زخات مطر باردة، تسقط على أرض شبه عارية مزينة بلباس ممزق تنهار فيه أعين قد سقطت بمساحة واسعة المدى، لا تدري أهي عمودية أم أفقية أم سقطت بساحة طرفية رمادية ناطقة بهدوء السحاب سريعة القوة، تصرخ بصمت أعمى تُحاكي به كل أوجه السلام والحرية، تُنادي به الأرواح المتشابهة والمكررة بأزمنة مختلفة وبين أصوات الأرض وحنين الأيام يبقى الجزء المفقود وهنا يأتي السؤال…
كم من أرصفة الطرقات كانت مغطاة بقناديل شفافة المعنى؟
أحرف مجتمعة في عدة كلمات نقرأ منها الحروف الجاهزة، ونسمع ما هو الأفضل لهم، ولكن القراءة وحدها لا تكفي، والأذن حينها تسمع بما يحلو لها….فكُن واقعيًا ولا تنحني؛ فالحياة كلمات ممزوجة بروح الماضي وواقع الحاضر، مبنية بأحجار عشوائية الحجم خفيفة الوزن مخبأة بأوراق مسطرة بقلم مكسور وممحاة صغيرة المنشأ، نعتبرها كمحطة طويلة مرهونة بعقارب الساعة مستمرة في قطار يسير بسرعة قصوى، يستعد للوقوف فجأة والعودة في وقت لاحق على أن يكون الفعل هو الفعل، ولكنه بلا شخصية.
– ماجستير إعلام