المقالات

عراقة التأسيس وامتداد الدولة السعودية

رواية التاريخ كانت تفاصيلها بعزيمة الرجال المخلصين وإخلاص المؤمنين بقيادتهم ورؤيتهم في تحقيق الوحدة الوطنية وتكوين الدولة السعودية الأولى ورأب صدع التفكك والتشرذم والنزاع والسفك والسفح ، والتي كان مؤسسها وباني كيانها الأول الإمام محمد بن سعود والذي كان رجل المرحلة الأولى بكل اقتدار واعتزاز وتمكين وقوة سياسية تردفها قوة دينية وهي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تحكم أمور الدولة بكتاب الله وسنّة نبيّه عليه الصلاة والسلام .. هذه هي الدولة السعودية الأولى والتي كانت على موعد مع كتابة التأسيس في عام ١١٣٩ هـ الموافق من فبراير عام ١٧٢٧ م ، ومنذ تولي الإمام محمد بن سعود وهي تُنسب لهم حيثُ نُسب اسم الدولة إلى سعود بن محمد آل مقرن الجد الأكبر للأسرة الحاكمة الذي كان حاكماً للدرعية وجعلها عاصمة للدولة ، وهذا وكان أول ظهور لاسم السعودية في كثير من المراسلات الداخلية والخارجية ، هذه السعودية الأولى والتي استمرت ٩٤ عاماً ، خاض حُكّامُها الكثير من المعارك، والغارات والحملات والغزوات في سبيل المحافظة على هذا الكيان الكبير والحرص كبير الحرص على وحدة الوطن .. وحين سقطت العاصمة الدرعية لم تلبث طويلاً حتى عاد الإمام تركي ليعيد بناء دولتهم الأولى وتكون السعودية الثانية امتداداً واستلهاماً للسعودية الأولى بعد محاولات عدّة في استرداد ملكهم وظلت سبع سنوات حتى تمكن الإمام تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود من استعادة حكم دولتهم وجعل الرياض عاصمةً لها بدلاً عن العاصمة الأولى الدرعية ولم تتسع رقعتها الجغرافية وذلك يعود للكثير من الأعداء المتربصين خارجياً والخلافات الداخلية وظلت كياناً قائماً لمدة ثلاثة وعشرين عامًا، قضاها في توطيد حكمه في أرجاء الدولة ، ولم تلبث طويلاً حتى عاد الملك عبد العزيز بن عيد الرحمن آل سعود لينهض بحنكته وحكمته على استرداد دولتهم السعودية وعاصمتها الرياض وكان له ذلك في اليوم الخامس من شوال للعام ١٣١٩هـ – الخامس عشر من يناير للعام ١٩٠٢م ليكتب بهذا التاريخ تأسيس الدولة السعودية الحديثة والمعاصرة المملكة العربية السعودية حفظها الله قيادةً رشيدةً وشعباً محبّاً وفيّاً لولاة أمره .. لم يكن اليوم الثاني والعشرين من فبراير الاحتفاء بيوم التأسيس واعتماده مجرد ذكرى فحسب ؛ بل هو يوم اعتزاز وتاريخ وحضارة وثقافة وعراقة تخطو نحو مستقبل مشرق يستمد قوته من تاريخه الموغل في القِدَم عبر ثلاثة قرون حمل فيها الرجال المسؤولية العظمى في توحيد بلاد مترامي الأطراف وتوحيد عقيدة صادقة لرب العالمين .. هذه القرون الثلاثة شاهدة عصر لمجد تليد فيه من الطموحات والأحلام والآمال ما نرآه اليوم أمام أعيننا حقيقة وواقعاً وفق رؤية حكيمة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، وولي عهده الطموح محمد بن سلمان بن عبد العزيز .. هذه الرؤية التي تسير بوطننا نحو العالم الأول ومصاف الدول المتقدمة في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة .

ومضة :
يقول الشاعر عطاالله القحطاني :
غنّ يا وادي حنيفة ملى صدرك كلام
ذكّر الدرعية اللي جرى وقتٍ قديم
يوم صاحت والتطم قال بن مقرن وقام
سطّر التاريخ بالعز و المجد العظيم
راعي العوجا محمد مقابيس الظلام
عزوة ابن سعود توفي الغريم من الغريم
سل شلفاً تفصل الراس عن باق العظام
وامتطى شقرا من الريح ينقلها النسيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى