المقالات

ضرورة التـثـقيف بذكرى التأسيس

لكل أُمة من الأمم، ولكل شعب من الشعوب على مر العصور إرث تاريخي، ومقومات وأُسس قامت عليها، واستمدت منها قيمها وحضارتها، ولا تزال تبني عليها حاضرها ومستقبلها، وتتفاوت تلك الأمم والشعوب في ثقافاتها وقيمها وحضاراتها وتركيبتها السكانية والجغرافية، وعاداتها الاجتماعية، ونظمها السياسية والاقتصادية والإدارية، وغيرها من المكونات التي تقوم عليها، وتنطلق منها لاستمرار الحياة التي أرادها الله لخلقه في هذا الكون.
ولا شك أن هذه البلاد المباركة ليست بمنأى عن تلك الأمم والشعوب، ولكنها تميزت، واختصت بما حباها الله به من الخصائص والمقومات التي جعلت من هذه البلاد منارةً تشع بالنور لكافة شعوب الأرض؛ حيث تعد المملكة العربية السعودية من أهم البلدان في الشرق الأوسط والعالم؛ حيث تمتلك تاريخًا عريقًا، وتراثًا ثقافيًّا عميقًا، وتنوعًا جغرافيًا، ومساحة واسعة، وثروات طبيعية مهمة، وهي مهد الإسلام، ومهبط الوحي، ومبعث خاتم الأنبياء والمرسلين، وأرض الحرمين الشريفين، ومقصد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وترتبط بسلسلةٍ من الحضاراتِ الإنسانيّة التي يقودها الدّين الإسلامي الحنيف.
كما تكمن أهميتها الدينية من خلال عنايتها الكبرى بمكّة المكرمة والمدينة المنورة، وهما أهمّ مدينتين مقدستين لدى المسلمين في العالم، وما تقدمه من خدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام والزوار والمعتمرين طوال العام.
كما تنبع أهميّة المملكة العربية السعوديّة ومكانتها العظمى من قوة اقتصادها؛ حيث تعتبر أكبر دولة في العالم على مستوى إنتاج وتصدير النّفط، وتستطيع التأثير على أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وإزاء هذا الدور الريادي والقيادي للمملكة العربية السعودية؛ فقد أدركت قيادتنا الرشيدة ضرورة ترسيخ مفهوم وأهمية التأسيس لهذه البلاد المباركة، فوجهت بأن يكون يوم ٢٢ فبراير من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم (يوم التأسيس)؛ حيث إنه في منتصف عام ١١٣٩ للهجرة (٢٢ فبراير ١٧٢٧م) كانت بداية عهد الإمام محمد بن سعود بتوليه الحكم في الدرعية وتأسيس الدولة السعودية الأولى، “ويمثل يوم التأسيس العمق التاريخي والثقافي للمملكة العربية السعودية والتعريف ببداية تاريخ الدولة الذي بدأ باليوم الذي تأسست فيه، وقرر الإمام محمد بن سعود فور توليه تغيير الأوضاع معلنًا بدء عصر جديد ليس فقط في الجزيرة العربية بل في المنطقة بأكملها”.
وبدأ منذ توليه الحكم التخطيط للتغيير عن النمط السائد خلال تلك الأيام، فأسس لمسار جديد في تاريخ المنطقة تمثل في تأسيس دولة وتوحيدها، ونشر التعليم والثقافة، وتعزيز التواصل بين أفراد المجتمع، والحفاظ على الأمن.
وانطلاقًا من هذه المكانة المرموقة التي تتبوأها بلادنا المباركة منذ بدء تأسيسها؛ فإنه يتوجب على كافة مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية تثقيف جيل اليوم والأجيال اللاحقة بأهمية المناسبات الوطنية ومنها ذكرى يوم التأسيس التي تُعتبر مناسبة وطنية للاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية، واستذكار تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود منذ أكثر من ثلاثة قرون، وما حققته من الوحدة والأمن والاستقرار، واستمرارها في البناء والتوحيد والتنمية حتى هذا العهد الزاهر في ظل قيادتنا الحكيمة.

د. فايز الأحمري

كاتب صحافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى